في 5 نوفمبر 1956، قامت القوات الفرنسية والبريطانية باحتلال مدينتي بورسعيد وبور فؤاد، وذلك أثناء العدوان الثلاثي على مصر، ردا على تاميم الرئيس جمال عبدالناصر لقناة السويس، وإجبار القوات الإنجليزية المرابطة في القناة على الجلاء عن مصر في 19 أكتوبر سنة 1954، وفي نفس اليوم، ولكن بعد 59 عاما، تعود المقاتلات الحربية مرة أخرى إلى سماء بلاد النيل، ولكن هذه المرة ليست من أجل الغزو، بل لنقل 20 ألف سائح بريطاني موجودين في مصر. وفي الوقت الحالي، يستعد الآلاف السياح البريطانيين، لمغادرة مصر، عبر مطار شرم الشيخ الدولي، عقب إعلان رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، استعداد القوات الجوية الملكية البريطانية، لنقل 20 ألف بريطاني متواجد بمصر، بعد إشارة تقارير بريطانية وأمريكية، إلى أن تحطم الطائرة الروسية بشبه جزيرة سيناء، ربما يكون قد وقع بعد زرع عبوة ناسفة على متنها، نتيجة لهشاشة الإجراءات الأمنية في المطار. وقال وزير الخارجية البريطاني، أن لندن تعد إجراءات عاجلة لإعادة السياح البريطانيين من شرم الشيخ عن طريق طائرتين تابعتين في قاعدة Brize Norton لسلاح الجو البريطاني، من طراز C-17 Globemaster العملاقة، وهي طائرات تستخدم عادة لنقل القوات والمعدات العسكرية وذلك عن طريق نقل السياح من شرم الشيخ إلى قبرص بالطيران العسكري ثم ستكون بانتظارهم طائرات ركاب مدنية هناك لتأخذهم إلى لندن. وجاء ذلك القرار، بعد إحجام عدد كبير من السياح البريطانيين الرجوع بطائرات بريطانية مدنية وإيقاف كثير من الرحلات الجوية البريطانية. وتأتي التجهيزات الاستثنائية، كإجراءات طارئة بعد أن كشف خبراء طيران بريطانيين عن وجود ثغرات أمنية خطيرة في منطقة البحر الأحمر، وأصدر كاميرون إثر ذلك تحذير من التحليق داخل أو فوق شرم الشيخ، كما تم إلغاء جميع الرحلات الجولة البريطانية بعد ذلك. وفي نفس السياق، قالت مصادر مخابراتية غربية لموقع "عنيان مركازي" الإخباري العبري: إن "أحد العاملين بمطار شرم الشيخ المصري ساعد في زرع قنبلة بطائرة سيناء المنكوبة". ولفتت إلى أن "مدير المطار تم إقالته، وهناك عمليات استجواب للعاملين، إلا أن مصر ما زالت تنفي الأمر رسميًّا، خوفًا من الإضرار بالسياحة"، حسب مزاعم الموقع. وأوضحت "رجل الاتصال هذا سهَّل عملية زرع القنبلة بالطائرة وإخفائها على ما يبدو بجانب أحد المحركات"، لافتة إلى أنه في المقابل "ما زال المصريون مستمرين في مزاعمهم أن الحديث يدور عن عطل فني، وذلك بسبب خوف القاهرة على مصالحها الاقتصادية، وكي لا يتضرر اقتصاد السياحة في سيناء". وأشاروا إلى أن مصر ليس لديها شكوك في أن التقصير الأمني سهَّل وقوع الحادث الإرهابي، الذي حصد أرواح 224 راكبًا، غالبيتهم من الروس". وعن طائرة "سي-17 جلوبماستر"، التي ستنقل الركاب البريطانيين، فهي من إنتاج "بوينج" الأمريكية، وسرعتها 800 كلم بالساعة، وسعرها 218 مليون دولار، وقادرة على نقل ما وزنه 76 طنا، مع أكثر من 300 راكب، أي بإمكان طائرتين منها نقل 19 ألفا بحوالي 8 أيام إلى قبرص، فيما لو قامت كل طائرة بأربع رحلات يوميا.