"اليوم الأخير في سوق الانتقالات الصيفية كان واحدًا من أسوأ أيام حياتي"، عبر الكوستاريكي كيلور نافاس حارس مرمى فريق ريال مدريد الإسباني، بهذه الكلمات عن حزنه الشديد بعد فشل انتقاله إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في اللحظات الأخيرة في ذلك اليوم، بسبب تباطؤ نقل الأوراق بين الناديين. يومها اعترف نافاس، في تصريحات لإذاعة "كادينا كوبي" الإسبانية، بأنه أجهش بالبكاء بعد فشل الصفقة، وقال: "أنا بشر ولم أستطع كبت مشاعري، تلك اللحظات سببت لي ضغطًا عاطفيًّا، لقد كنت منتظرًا في المطار لا أعرف مصيري حتى من دون حقائبي، لم أكن قد استقللت الطائرة حينما علمت بانهيار كل شيء.. لذلك بكيت بشدة حينما علمت". وأكد نافاس أنه لم يكن يريد الرحيل عن مدريد، قائلًا: "كان الوضع معقدًا للغاية.. فلم أكن أنوي الرحيل عن مدريد أبدًا ولكني شعرت بألم شديد بسبب رغبة النادي في التعاقد مع حارس جديد ليحل محلي". وكان الكوستاريكي صاحب ال28 عامًا في طريقه إلى مانشستر يونايتد، في صفقة تبادلية تتضمن انتقال الحارس الإسباني دافيد دي خيا إلى ريال مدريد، إلا أن الاتحادين الإنجليزي والإسباني رفضا إتمام الصفقة بسبب تأخر تسليم الأوراق من جانب الناديين لمدة تقترب من الساعة، بعد غلق سوق الانتقالات في أول سبتمبر الماضي، ليتهم بعدها ريال مدريد النادي الإنجليزي بأنه المتسبب في تعطيل الصفقة، ويرد مانشستر يونايتد الاتهام بأن النادي الإسباني هو السبب. في كل الأحوال، كانت النتيجة واحدة بالنسبة لنافاس، فهو مجبر على الاستمرار في النادي الملكي، لكنه حينما بكى لم يكن يعلم أنه على موعد مع صناعة التاريخ في صفوف "الميرينجي". الحارس المنضم إلى النادي الملكي في صيف 2014، بعد التألق رفقة المنتخب الكوستاريكي في كأس العالم بالبرازيل، ودوره البارز في وصول منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي من البطولة، ظل حبيسًا في دكة البدلاء بعد انضمامه من نادي ليفانتي وتوقيعه على عقدٍ لست سنوات، في ظل وجود الحارس الأول للفريق الدولي الإسباني إيكر كاسياس. وعقب رحيل "القديس"، وانهيار صفقة انتقال دي خيا إلى نادي العاصمة الإسبانية، بدأت انطلاقة نافاس بمعادلة الرقم القياسي لنظافة الشباك في ريال مدريد والمسجل باسم كاسياس، والذي رحل عن صفوف النادي الملكي خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية إلى بورتو البرتغالي، حينما استطاع نافاس الحفاظ على شباكه نظيفة في خمس مباريات متتالية مع انطلاق الموسم الجديد، أمام خيخون، وريال بيتيس، وإسبانيول، وغرناطة بالدوري الإسباني، وأمام شاختار دونتسيك الأوكراني في دوري أبطال أوروبا. واليوم، وبعد انتهاء تسع جولات من الدوري الإسباني، اهتزت شباك نافاس ثلاث مرات فقط أمام أتليتكو بلباو وأتليتكو مدريد وسيلتا فيجو على الترتيب، فيما يصعد بالكوستاريكي إلى صدارة قائمة الحراس الأقل استقبالا للأهداف، ليس فقط في الدوري الإسباني ولكن في جميع الدوريات الكبرى في أوروبا. ووفقًا لصحيفة "آس" الإسبانية، فإن نافاس تفوق على كل من: مانويل نوير حارس بايرن ميونخ الألماني، وجو هارت حارس مانشستر سيتي الإنجليزي، وكيفن تراب حارس باريس سان جيرمان الفرنسي، وتشيزيني حارس روما الإيطالي. ورصدت الصحيفة في تقرير لها، أن نافاس احتفظ بنظافة شباكه في كل مباريات فريقه بدوري الأبطال، كما أنه تلقى أقل نسبة من الأهداف بالمقارنة بعدد المباريات التي لعبها منذ بداية الموسم حتى الآن، وعدد التسديدات التي تلقاها خلال تلك المباريات، حيث إنه واجه 113 تسديدة، منها 31 تسديدة "بين ال3 خشبات"، وتصدى ل27 منها، بمعدل يفوق 90%، كما تصدى لضربتي جزاء، بينما واجه نوير 66 تسديدة، وهارت 69 تسديدة، وتراب 80 تسديدة، وتشيزيني 88 تسديدة. وبعد تألق نافاس اللافت، أشارت تقارير إسبانية إلى أن إدارة النادي الملكي بحثت إمكانية تعديل عقده، وحسب صحيفة "ماركا" فإن ريال مدريد يريد مكافأة الحارس الكوستاريكي لتميزه وإظهار التقدير للمستويات التي يقدمها، ولكن الصحيفة لم تتحدث عن أي أرقام خاصة براتب نافاس في العقد الجديد، إلا أنها توقعت بأن لا يكون الراتب أقل من عقده مع مانشستر يونايتد. وكان نافاس قد خسر راتبًا سنويًّا يُقدر ب2.5 مليون يورو، بعد فشل انتقاله إلى مانشستر يونايتد، في آخر لحظات فترة الانتقالات الصيفية الماضية، السبب الذي دفع إدارة ريال مدريد إلى التفكير في تعويضه بتعديل عقده، خاصة بعد تألقه. وعلى الرغم من مستويات نافاس الرائعة ومساندة جماهير ريال مدريد له، فإن شبكة "سكاي سبورتس" أكدت أن إدارة الميرينجي -وخاصة رئيس النادي فلورينتينو بيريز- لم تصرف النظر بعد عن فكرة التعاقد مع دي خيا حارس مانشستر يونايتد.