قالت داليا زيادة، مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، إنّ نسبة المشاركة في انتخابات البرلمان ليست قليلة كما يقول الإعلام، موضحة أنَّ تقدير نسبة الإقبال ليست مسألة رؤية بالعين -حسب تعبيرها- بل هي مسألة أرقام وحسابات لا يمكن لأحد أن يعرفها بشكل يقيني إلا بعد الفرز، ولا يمكن لأحد تفسير عدم وجود طوابير أمام اللجان بأن هذا ضعف في الإقبال، مرجعة غياب الطوابير الطويلة لعدة أسباب. وأرجعت زيادة الأسباب إلى، طول ساعات التصويت وتقليص عدد الناخبين، ففي الماضي كان التصويت يوم واحد من 9 صباحًا إلى 5 مساءً، الآن التصويت على يومين من 9 صباحًا إلى 9 مساءً، لنصف عدد الناخبين تقريبًا، وزيادة عدد مقار الاقتراع من بضعة مئات إلى عشرات الآلاف للتيسير على المواطنين، مما ساعد على الحد من التكدس. وتابعت زيادة، من بين الأسباب، قِلّة الوقت الذي يستغرقه المواطن في التصويت، بسبب زيادة النضج السياسي للمواطن، بمعنى أنّ المواطن الذي كان يقضي خمس دقائق أو أكثر داخل اللجنة "تائهًا" في الماضي، أصبح الآن يقضي دقيقة واحدة أو أقل داخل اللجنة؛ لأنه أصبح على دراية بكل الإجراءات والخطوات. وأشارت مدير المركز المصري للدراسات الديمقراطية الحرة، إلى أنَّ غياب وسائل الحشد الغير مشروعة من بين أسباب قلّة عدد الناخبين، فلم يعد لدينا حزب وطني يحشد موظفي الدولة في سيارات للتصويت له، أو جماعة الإخوان التي تحشد الناس بالزيت والسكر. وأكدت أنَّ غياب وسائل التلاعب المعروفة من أول الطوابير الدوارة والتأخير المتعمد لعملية الاقتراع في أماكن بعينها ومحاولات التأثير على الناخبين أمام اللجان وتضليلهم وغيرها من أمور كانت وراء ضعف الإقبال، مشيره أنها انتخابات نزيهة وحرة بدرجة كبيرة جدًا. ولفتت إلى أنَّ هذا لا يمنع من وجود عوامل أخرى كانت سبب في هذه القلة النسبية للأعداد، ونسبيًا هنا تعني أنها أقل من توقعاتنا وأقل مقارنة بالماضي، وليست قليلة في المطلق، بل هي نسبة جيدة جدًا من المشاركة، لو أخذنا في الاعتبار التالي: "أننا نتحدث عن اليوم الأول من الانتخابات فقط، بالإضافة إلى أنّ المحافظات التي يتم فيها الاقتراع هي محافظات إقليمية وكثير من سكانها مغتربين للعمل والعيش في محافظات أخرى، واللجنة العليا للانتخابات لم تعينهم على تجاوز هذه العقبة، بعمل لجان للمغتربين، ولا بتنظيم الانتخابات في أيام العطلة الأسبوعية، ولا بمنح يومي الانتخابات إجازة رسمية". وأضافت أنَّ المرشحين لم يسوقوا نفسهم للناخب بشكل مناسب، والمواطن الآن بعد ثورتين لا يقبل بمن يستخف بعقله بهذا الشكل، وبالتالي فإن نسبة المشاركة كانت معقولة جدًا". وطالبت زيادة، انتظار يوم الفرزقائلة، "أرجوكم دعونا ننتظر يوم الفرز.. العين المجردة لا ترى الحقيقة كاملة".