منذ تفجير ماراثون بوسطن يوم الإثنين، الكل يبحث باستماتة للحصول على معلومات حول المشتبه بهم: مَن فعل ذلك؟ لماذا؟ هل من الممكن تجميع ما حدث؟ صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية ترى أن اندفاع وسائل الإعلام لمعرفة المسؤول، قد أدى إلى بعض الأخطاء الدراماتيكية فى التقارير الإعلامية. تعرفت الشرطة مساء يوم الخميس على شابين، تامرلان وجوهر تسارناييف، مشتبه بهما فى التفجيرات. وذكروا أنهم قد هربوا من الشيشان التى مزقتها الحرب كلاجئين فى سن مبكرة، ولكن هناك كثيرًا ما زال غير معروف عن خلفيتهم الدرامية. «ما نعرفه، هو أن كثيرًا من التكهنات الأولية حول هُويَّة منفذى التفجيرات خلال هذا الأسبوع كان خاطئًا». الصحيفة الأمريكية ذكرت أنه بالنظر فى عدد الصور ومقاطع الفيديو للتفجير التى كانت متاحة بعد الحدث مباشرة، ربما ليس من المستغرب أن مواقع الإنترنت انطلقت فى العمل سريعا لمحاولة تعرُّف هوية منفذ التفجيرات، ومن أهمها كان «Reddit.com»، الذى أنشأ قسما كاملا فى الموقع مخصصًا لنشر الصور ومقاطع الفيديو. وكان كثير من هذه المجهودات غير صحيح، فعلى سبيل المثال الإشارة إلى شخص ما يرتدى ملابس ممزقة يهرب بعد الانفجار الأول، وكان مشتبهًا به فقط لأنه لم يقف مذهولا كما كان البعض الآخر. وسائل الإعلام الرئيسية أيضا ليست فى مأمن من الأخطاء، إذ أشارت صحيفة «نيويورك بوست» إلى طالب فى المدرسة الثانوية، صلاح برهون، كمشتبه به، بعد رؤية صورته على شاشة التلفزيون وجميع مواقع التواصل الاجتماعى. يوم الخميس، «سى إن إن» و«فوكس نيوز» ووكالة «أسوشيتد برس» قامت بإذاعة خبر خاطئ يفيد بأن شرطة بوسطن ألقت القبض على المتهمين. وفى غضون ساعات، كان على المنافذ الثلاثة التراجع وسحب التقارير. «كريستيان ساينس» أشارت إلى أن الاندفاع ونشر أى معلومة يمكن أن يؤدى إلى أخطاء مؤسفة، موضحة أنه حتى وكالات الأنباء التى تتمتع بسمعة جيدة يمكن أن تقترف أخطاء من خلال التدافع لتكون الأولى فى نشر الأخبار. فى الوقت نفسه ترى الصحيفة أن الجهات الرسمية لم تضلِّل الجمهور، بل على العكس من ذلك، فإن شرطة بوسطن و«إف بى آى» تستحقّ الثناء الهائل لكونهما مارستا ضبط النفس فى التصريحات، والحذر حول ما يقولونه فى المؤتمرات الصحفية، وسرعة تحديد موقع منفذى الهجوم. لذلك فالاعتماد على ما يقوله المسؤولون، بدلا من الأخبار السريعة لوسائل الإعلام، هو وسيلة جيدة للبقاء فى المقدمة فى لعبة المعلومات.