نشرت وكالة الأنباء الألمانية مقالًا تحليليًا عن موقف ألمانيا تجاه اللاجئين جاء بعنوان "المواقف الألمانية تجاه اللاجئين تصبح أكثر اتزانًا"، قالت فيه إنه قبل أقل من أربعة أسابيع استولت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على الدعم في ألمانيا للاجئين الفارين من مناطق الحرب لتعلن استعداد البلاد لقبول الوافدين الجدد. وسط تفاقم التوترات السياسية.. ميركل تحاول أن تبدو أكثر واقعية تجاه اللاجئين وأضافت الوكالة الألمانية "أن الوضع في البلاد يبدو أصبح أكثر واقعية في الآونة الأخيرة وسط تفاقم التوترات السياسية في كتلة ميركل السياسية المحافظة"، فإنه بعد مشاهدة أماكن إقامة اللاجئين المكتظة والتيار الذي يبدو أنه بلا نهاية من طالبي اللجوء الباحثين على المأوى في الدولة صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا، قال الرئيس يواخيم جاوك "قدرتنا على الاستيعاب محدودة، حتى لو لم يتم حتى الآن إقرار هذه الحدود". وتتوقع ألمانيا أن يصل مليون من طالبي اللجوء هذا العام. وأشارت إلى المشاجرة العنيفة التي شارك فيها نحو 370 شخصًا قبل أيام في منزل للاجئين في مدينة كاسل، مما أدى إلى مطالبة رئيس نقابة الشرطة بتقسيم اللاجئين وفقًا للدين. وقال يورج راديك، نائب رئيس اتحاد الشرطة "يجب علينا أن نفعل كل شيء لمنع اندلاع المزيد من العنف، وأعتقد أن فصل المقيمين على أساس الأديان سيكون أمر جيد". استطلاعات الرأي تظهر تراجع التأييد العام لميركل قبل اندلاع التوترات في مدينة كاسل، يبدو أن الشكوك قد زحفت إلى كل من الأوساط السياسية وكذلك الناخبين بشأن طريقة تعامل البلاد من أزمة اللاجئين. وأظهر استطلاع رأي، أجراه مركز "إيمنيد" وأعلنت نتائجه يوم الاثنين، أن قلق ألمانيا يتزايد كل ثانية بشأن أعداد طالبي اللجوء. وما يثير القلق بالنسبة لميركل، أن تقييمات الرأي العام التي كانت مرتفعة سابقًا، يبدو أنها تأثرت وذلك نتيجة الشعور بالخطر من قبل بعض الناخبين حول أعداد اللاجئين. وتراجع التأييد العام لميركل الآن إلى المركز الرابع في استطلاع للرأي نشرته هيئة الاذاعة والتلفزيون يوم الجمعة. نتائج الاستطلاع أيضًا تسلط الضوء على المخاطر السياسية الكبيرة بالنسبة لميركل بعد أن أعلنت ترحيب بلادها بجميع السوريين الهاربين من ويلات الصراع في بلادهم، وقالت: إنه "لا يوجد حد أقصى لعدد طالبي اللجوء الذين تقبلهم ألمانيا". الأحزاب السياسية المعارضة تحاول الاستفادة من القلق بين الناخبين الأدلة التي تشير إلى الشعور المتنامي بعدم الارتياح لدى جمهور الناخبين في ألمانيا حول أزمة اللاجئين قد فتحت أيضًا الباب أمام الأحزاب السياسية المعادية للأجانب لمحاولة للاستفادة من القلق بين الناخبين. الحزب اليميني "البديل لألمانيا" قد هاجم ما وصفه بأنه "فوضى ميركل للجوء"، فيما قام زعيم الحزب الوطني الديمقراطي اليميني المتطرف، بأول زيارة رسمية إلى منزل للاجئين أمس الاثنين. وأعلنت "ميركل" في وقت سابق من هذا الشهر، "يمكننا أن نفعل ذلك" في إشارة إلى استقبال اللاجئين، في محاولة لتجنب المنتقدين الذين عبَّروا عن شكوكهم حول ما إذا كانت ألمانيا، وعلى وجه الخصوص إدارتها العمومية، يمكنها التعامل مع عدد اللاجئين الذين يدخلون البلاد. التراجع عن سياسة الانفتاح من خلال إعادة فرض ضوابط على الحدود لكن باستشعار التغيير في مزاج الناخبين، بدأت ميركل في الآونة الأخيرة التراجع عن سياسة الانفتاح تجاه اللاجئين من خلال إعادة فرض ضوابط على الحدود، قبل أسبوعين، والدعوة لفرض المزيد من الضوابط على التعامل مع طالبي اللجوء. وقالت في خطابها أمام الأممالمتحدة "الملايين من الناس يضطرون اليوم للفرار بسبب الحرب والإرهاب والعنف، علينا أن نعمل ضد المتسبب في هروب هؤلاء الناس أو طردهم"، وذلك من خلال وعدها بمعالجة أسباب أزمة اللاجئين، حيث ساعدت المستشارة أيضًا في قيادة جهود دبلوماسية متجددة لإنهاء الحرب الأهلية السورية، وذلك من خلال المحادثات المقترحة مع الرئيس السوري بشار الأسد كخطوة لإنهاء الصراع. تراجع التأييد من داخل الحزب وفي واحدة من المشاكل الأكثر إلحاحًا بالنسبة لميركل هو الشعور بالقلق من موقفها مع اللاجئين المنتشر لدى أعضاء الحزب الذي تنتمي إليه "الديمقراطي المسيحي" المحافظ، وكذلك حزب "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" في ولاية بفاريا. وقال النائب عن حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي" كلاوس بيترفيليش: إنه "لفترة طويلة لم تكن حالة الحماس في الحزب وأنصاره مثلما هي بين قيادة الحزب ومكتب المستشارة". من جهته دعا زعيم "الاتحاد الاجتماعي المسيحي" هورست زيهوفر، الذي هو أيضًا رئيس وزراء ولاية بافاريا الألمانية وكثيرًا ما اصطدم مع ميركل بشأن موقفها مع اللاجئين.