روت الفنانة هدى السلطان خلال أحد لقاءاتها بصحيفة «الأهرام»، عن أول لقاء لها مع ملك الترسو فريد شوقي، قائلةً إنها كانت في حالة حرب مع أهلها بسبب هوايتها العمل الفني بعد أن تركت قريتها بالغربية، ووفدت إلى القاهرة لتبحث عن تحقيق آمالها الفنية من خلال أخيها الفنان محمد فوزي. واختارت هدى أول أبواب الفن من عتبة الغناء وتقدمت لاجتياز اختبار لجنة اختيار المطربين بالإذاعة المصرية عام 1949، لكنها فوجئت بتزعم أخيها نفسه فكرة منعها من العمل بالمجال الفني، وأضافت:"كنت في صراع عنيف مع أسرتي، تزعمه شقيقي محمد فوزي، الذي حارب اشتغالي بالفن ورآه خروجا على التقاليد، لكنني صممت على ذلك ولتفعل القوة ما تشاء، ورآني أحد المنتجين وعرض عليّ احتكار جهودي الفنية لمدة 3 سنوات لحساب شركته، وذهبت إلى استوديو الشركة، ودعاني المنتج لزيارة البلاتوه وقدمني إلى أبطال الفيلم، وكان من بينهم فريد شوقي قائلا: الست هدى سلطان.. وجه جديد فانحنى فريد في رشاقة مبتسما، وقال: أهلا وسهلا.. تشرفنا يافندم". واستكملت كهرمانة السينما: "جلست أتفرج على التصوير، وكنا في شهر رمضان وكنت متعبة من الجوع، ولاحظت أن فريد يختلس النظر إليّ بين الحين والآخر، حتى انتهز فرصة إعداد الأضواء واقترب مني قائلا: تشربي حاجة ساقعة.. فقلت: لا.. أنا صايمة". وعبرت الفنانة عن دهشة فريد شوقي لإخبارها له عن محافظتها على الصوم، وتابعت: "وبدت عليه مظاهر الدهشة وهو يقول: صايمة !!"، فردت عليه: "بُصلي كمان.. غريبة دي؟"، مما أحرج ملك الترسو فاعتذر قائلا: "أبدا.. أبدا". ولفتت هدى إلى تأثرها بذلك اللقاء قائلة: "إنها غادرت الاستوديو بعد ذلك لكن الشيء الوحيد الذي كان يطوف بذهني هو نظراته وابتساماته". وعن افتتانها بملك الترسو قالت هدى: "وجدت نفسي فجأة أهتم بكل ما يقال عن فريد شوقي بأحاديث زملائه عنه، وبما تنشره الصحف والمجلات، وبأفلامه التي لم يفتني منها فيلم، حتى أرادت الأقدار أن يشترك بأول فيلم أحصل فيه على البطولة المطلقة وهو (حكم القوي)، عام 1951، مع محسن سرحان، وكان فرصة ليتقرب كل منا للآخر ونتبادل الحديث عن آلامنا وهمومنا، إلى أن التقت عواطفنا عند نقطة واحدة، ولما عرض عليّ الزواج كانت الإجابة أسرع من السؤال، وتزوجنا في اليوم الأخير من تصوير الفيلم". واستمر زواجهما لمدة 18 عاما، وأنجبا خلالها ابنتيهما ناهد، ومها، وأثرى السينما ب20 عملا فنيا كثنائي مميز، إلى أن انفصلا عام 1969، بسبب شدة غيرتة شوقي.
