عثر صحفيون على وثيقة خلفتها الجماعات المسلحة في تمبوكتو، شمالي مالي، تحتوي على نصائح وتوجيهات لهم بعدم التسرع في فرض الشريعة الإسلامية، وقد كتب نص الوثيقة زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، بتاريخ 20 يوليو 2012، أي بعد أربعة أشهر من سيطرة تحالف الجماعات الإسلامية المسلحة مع المتمردين الطوارق على شمال مالي. ويقول دروكدال في توجيهاته «إن مشروع الجهاد في مالي لا يزال رضيعا يحبو في أيامه الأولى»، وينتقد أتباعه لأنهم سمحوا بتدمير الأضرحة، التي يعتبرونها طريقا للشرك بالله، وكان تدمير الأضرحة هو الذي أثار انتباه العالم إلى شمالي مالي. وتنبأ دروكدال أيضا بتدخل الجيش الفرنسي في شمالي مالي، وهو ما حدث فعلا، حيث قامت القوات الفرنسية بإبعاد الجماعات المسلحة من أكبر المدن في مالي مطلع هذا العام، وتبين توجيهات دروكدال أنه يرى بعض الجماعات المسلحة متهورة في سلوكها، ولابد من كبح جماحها لتتبع منهجا لينا من أجل الوصول إلى هدف إقامة الدولة التي يتصورونها. وتفسر هذه التوصيفات قرار الجماعات المسلحة الزحف نحو العاصمة باماكو في مطلع هذا العام، في تطور يفتقد إلى الروية، وقد تفاجأ المراقبون للوضع في مالي بتقدم جماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، الذي عجل بتدخل الجيش الفرنسي.