الرئيس «اتوجع» عندما تذهب إلى السجل المدنى -مثلا- لاستخراج بطاقة شخصية، فأنت تتعامل مع مرسى لا الموظف نفسه الذى يجلس أمامك، فكل مسؤول فى مصر من أصغر عامل إلى من يلى مرسى فى المسؤولية مباشرة، كلهم يمثلونه هو شخصيا، ولذا من قتل وسحل وعرى فى الاتحادية «أولى وثانية» هو محمد مرسى العياط الموظف رئيسا للجمهورية، وليس ضابط الأمن المركزى أيا كانت رتبته.. فأى مسؤول فى أى مكان فى مصر كلها لن يفعل خطأ فى عمله إن كان يعرف أن هناك من يحاسبه، وإن استقام مرسى -وبالطبع لن يفعلها- استقام كل المسؤولين أو لنقل 90% منهم سيسيرون على خطى الرئيس، كما يفعلون حاليا ويسيرون على خطاه فى الكذب والفشل والسحل والتعرية والنفاق. مرسى تألم وتوجع عندما رأى مشهد المواطن «حمادة» وقوات الأمن تعريه أمام القصر، هكذا قال البيان الصادر عن الرئاسة، تعليقا عن الأحداث، لكنها وكالعادة اكتفت ب«الوجع»، ووجهت الشكر -كما يحدث دوما- إلى الشرطة ورجالها لاعترافهم بالسحل، ولم نسمع للرئاسة صوتا عندما خرجت «الداخلية» لتنفى كل هذا. ولم ينس مرسى معارضيه فى بيانه، الذين لا يملكون قوة تأثير تمكنهم من تحريك الشارع أصلا وطالبهم بأن لا يستغلوا الأحداث و«يزايدوا» عليه وعلى حكومته.. خاتما بيانه بضرورة الحفاظ على مكتسبات الثورة، التى غرق فيها الإخوان وجاع بسببها الشعب كله. «القنديل على دين رئيسه» القنديل هشام يقول إنه لا يمكن اختزال أحداث الاتحادية فى مشهد السحل.. فعلاً لماذا نختزل قلة أدب داخلية مرسى وجماعته وحكومته فى «السحل» فقط؟.. الوزارة لديها إمكانيات أخرى والحمد لله، قتلت كثيرين وعلى استعداد بالتضحية بآلاف من أجل عيون مرسى ولحيته.. ويمكنها مثلاً أن تغتصب كل المصريين، أو تقتلهم بالخرطوش والرصاص الحى لأجل الرئيس، ولذلك سيكون ظلما كبيرا أن نختزل كل المشاهد بحديثنا عن «السحل فقط». يضيف «أبو لحية» فى حديثه تعليقا على الأحداث: «مشهد عبثى، وقمت بنفسى بتفقد محيط قصر الاتحادية وميدان التحرير أمس وفجر اليوم، وأستطيع أن أؤكد أن من رأيتهم فى محيط القصر وميدان التحرير لا يمتّون بصلة إلى ثوار مصر الأحرار ومتظاهريها السلميين، فالثوار لا يحرقون ولا يهاجمون ولا يسرقون الفنادق، ولا يعتدون على النساء، ولا يحرقون قصور الدولة».. لماذا يزور هذا القنديل كل مناطق الأحداث فجرا؟.. الرزق فى «البكور» فعلاً كما قال مرسى.. يصلى رئيس الحكومة الفجر ويبدأ عمله بالتفقد والفحص.. يذهب عقب صلاة الفجر والناس نيام، فيرى كل شىء على طبيعة ما يحب أن يراه.. سكوت وهدوء ومتشردون من فقر حكومته نائمين فى العراء، وبالتالى يؤكد أنهم ليسوا ثوارا.. الثائر فى تعريف الرجل القنديل يعود إلى بيته مبكرا ويستيقظ متأخرا. وهنا نسأل القنديل: من هم ثوار مصر الحقيقيون؟ هل يعرفهم؟ كيف هو شكلهم؟.. ليقل لنا «كتالوج الثورى» وأين يمكننا أن نجده.. هل هو «أبيض وعينيه (زرق) وطويل وسنه لا يقل عن 50 سنة ومستعد للمشاركة فى الأثاث»؟.. إن كان هكذا فالزواج أفضل له من الثورة. «حمادة المسحول» قبل أن يعترف حمادة بأن الداخلية لم تفعل به شيئا.. كنت مكسوفا من نفسى لأننى أعيش فى وطن تفعل فيه الشرطة ما فعلت، بدلاً من حمايته.. وما قاله «حمادة» بأن الداخلية لم تعره لم يغير من خجلى وكسوفى شيئا، فالحرج والكسوف كانا للموقف وللرجل، بغض النظر عن موقفه الشخصى مما حدث له، والحقيقة أن حمادة هو إرث مبارك فعلا -مش عارف مرسى ماخدش باله ولا إيه- وإرث سياسات القمع التى لم ولن تتغير فى ظل حكم الإخوان، لأنهم سيستعملونها دوما.. وهو رجل لم ير أن هناك مشكلة بعد أن تعرى أن يحصل على مقابل معقول -من وجهة نظره- لينفى ما حدث.. وهو حر بالمناسبة فى ما يعتقد، كما أننا أحرار فى تأكيد حقيقة ما حدث له والتيقن من كذبه أيضا، وهناك آلاف فى مصر لو وقعوا فى نفس المشكلة لفعلوا مثل حمادة وأكثر، على الأقل عائلة حمادة كلها ضده، لكن هناك فعلا من كان يمكنه التظاهر هو وعائلته اعترافا بجميل «الداخلية» فى إنقاذه من يد المتظاهرين الأشرار. الموقف الفعلى كان يجب أن يأتى من فوق.. من عند مرسى تحديدا، ويخرج بيان -على الأقل- مثل بيان الاعتراف ليؤكد لحمادة وعائلته أن حقوقهم فى التقاضى وأخذ حقهم من الداخلية مصونة، وأن مؤسسة الرئاسة ستحميها، وتعلن مسؤوليتها عن أى اعتداء يحدث لحمادة من قبل الداخلية وضابطها بعد ذلك حتى حصوله على حقه.. وقتها فقط كان سيخجل «حمادة» من الكذب.. لكن «الطرش» عادة عند الرئاسة.. ومرسى لم يسأل نفسه كيف تعترف الداخلية ثم الرئاسة بالواقعة ويكذبها صاحبها؟.. ما جعل «حمادة» يفعل ما فعل معروف وتفاصليه الحقيقية كانت يمكن أن تصل إلى مرسى بعد خمس دقائق لو طلب، لكن الحقيقة أن الداخلية مثل القنديل على دين رئيسها والمعدن واحد. «وزير البلطجية» تعترف الداخلية بواقعة السحل، ثم «ترشى» صاحبها لينفيها.. ولا فى الأفلام.. ومحمد إبراهيم وزير همه الأكبر رضا مرسى.. وهو راض عنه بإذن الله.. إبراهيم معذور.. فكلما قتل وسحل خرجت البيانات الرئاسية والقنديلية لتشكره وتثمن جهوده فى الدفاع عن «الشرعية». لا تشبهوا الرجل بحبيب العادلى.. حبيب كان يسحل «من فوق الهدوم».. التعرية كانت فى الأقسام ويتم تصويرها بالموبايل.. أما إبراهيم فيعرى تماما على الأرصفة ويتم التصوير بكاميرات الفضائيات.. هناك فرق فعلاً.. رئيس حبيب جاء بالتزوير ورئيس إبراهيم جاء بالانتخاب.. وفى مصر الرئيس الذى يأتى بالتزوير مثله كمن يأتى بالانتخاب.. «هيطلعوا عين الشعب». لن يُحاسب محمد إبراهيم على جرائمه، لأن مرسى يحميه ويشكره، وبالتالى لا تلوموا الوزير.. لوموا مرسى وجماعته ودستوره.. الحل عند مرسى فقط.