رئيس مجلس الشورى يطالب بإيقاف فيلم لنيللى أثناء عرضه على الطائرة التى كان يستقلها فى أثناء عودته من السودان، وطاقم الطائرة يوقف عرض الفيلم فورا، والشركة تصدر بيانا تنفى فيه حدوث اشتباكات بين رئيس مجلس الشورى وطاقم عمل الطائرة، وتعد بمراجعة الأفلام التى تعرض على طائراتها للتأكد من أنها تراعى «القيم والأعراف» المصرية. إيه الحلاوة دى! بأى حق يطالب السيد أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى بوقف عرض فيلم على متن طائرة يستقلها؟ وبأى حق تستجيب شركة «مصر للطيران» لرغبته؟ وكيف يصبح الاشتباك بين رئيس مجلس الشورى وطاقم عمل الطائرة أهم من واقعة الاعتراض نفسها؟! فتنفى الشركة فى بيان رسمى حدوث أى اشتباكات، أثناء حدوث الواقعة، كأن المشكلة هو قالها إزاى: «اقفلوا الفيلم ده حالا؟» أم «من فضلكم أوقفوا عرض هذا الفيلم الآن»! سيدى الفاضل بأى صفة تمنح نفسك حق تقييم الأفلام وتوصيف مشاهدها بالساخنة؟! فإن كان من حقك الاعتراض على الفيلم، فمن حق ركاب الطائرة الاعتراض على طريقة لبسك ولون بدلتك وتسريحة شعرك، فكلها حرية شخصية لا يجوز التعدى عليها، فالذى يستحق الحذف ليست المشاهد «الساخنة»، وإنما النفسيات «الباردة» التى تستغل سلطاتها فى الحجر على حرية الآخرين. سيدى الفاضل الفنانة التى طالبتَ بوقف فيلمها «واللى مش عاجباك دى» أهم من معظم المسؤولين بحكومتكم المصونة، وإنجازاتها الفنية أكثر من إنجازاتكم السياسية، وفنها أقوى وأبقى من نهضتكم، يكفى أنها عملت اللى عليها كممثلة وقدمت للناس أعمالا فنية باقية، بدليل أن أفلامها ما زالت تعرض أمام سيادتك بعد مرور كل هذه السنوات.. فماذا قدمت حكومة النهضة للناس أهم مما قدمته نيللى لجمهورها؟ سيدى الفاضل «نيللى» اللى مش عاجباك أفلامها، اختارت أن تبتعد عن الساحة الفنية وهى فى قمة مجدها حفاظا على تاريخها، ولم تنتظر لحد ما الناس تقولها «ارحل»! وعندما تفكّر فى الرجوع بعمل فنى جديد ستعود وسط مظاهرات من الحب، ومسيرات من التقدير لإنجازاتها الفنية القديمة. سيدى الفاضل لو الفيلم مش عاجبك كان بإمكانك إغلاق الشاشة الموجودة أمامك وانتهينا، بدلا من المصادرة على حرية الآخرين بهذه الطريقة الإخوانية الأصيلة، ولو مش عايز تكتفى بإغلاق شاشتك عليك إذن أن تجيب عن ذلك السؤال الشهير إياه فاكره؟ «وانت إيه اللى ركبّك الطيارة؟».