تصل خلال الساعات القليلة القادمة سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكيةالجديدةبالقاهرة آن باترسون لكى تقدم أوراق اعتمادها بعد أن وافق الكونجرس الأمريكى نهاية الشهر الماضى على ترشيحها من قبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتمثل بلادها لدى مصر. وتشير أوراق ترشيح الإدارة الأمريكية التى تلقتها وزارة الخارجية إلى أن آخر منصب تولته باترسون كان منصب سفيرة بلادها لدى باكستان حتى عام 2010 بعد أن شغلت نفس هذا المنصب لبلادها لدى السلفادور وكولومبيا ومن قبلهما عملت نائبا للمندوب الدائم الأمريكى لدى الأممالمتحدة بنيويورك، كما سبق أن عملت فى بعثات واشنطن الدبلوماسية فى السعودية، والإكوادور، وجنيف. هذه الأوراق الرسمية توضح أن باترسون التى تعد السفير الأمريكى رقم 43 منذ بدء التمثيل الدبلوماسى بين البلدين فى 17 مارس عام 1849 هى من مواليد أكتوبر 1949، ومتزوجة ولديها 4 أبناء، التحقت بالعمل بوزارة الخارجية عام 73، وحصلت على دورات تدريبية فى اللغة العربية والإسبانية. وتشارك فى عضوية جمعية بنات الثورة الأمريكية ومجلس الشؤون الخارجية ولجنة الحوار الوطنى. باترسون لم تنتظر تقديم أوراق اعتمادها لدى الدولة المصرية، وأطلقت تصريحات مثيرة من واشنطن استبقت وصولها القاهرة، أشارت فيها إلى أن بلادها أنفقت 40 مليون دولار دعما لمنظمات المجتمع المدنى منذ ثورة 25 يناير، وهو ما أثار كثيرا من التحفظات والتساؤلات حولها عما إذا كانت ستكون امتدادا لأسلوب عمل السفير الأمريكى الأسبق ديفيد ولش الذى دخل فى حالة عداء مع وسائل الإعلام وأجهزة الدولة بسبب تصريحاته وخروجه عن المألوف دبلوماسيا أم ستمضى على خطى السفير فرنسس ريتشاردونى بسلاسته وتودده وحبه لزيارة أضرحة أولياء الله الصالحين؟ التعليق: الريدى: تصريحات غير موفقة قد تصنع عداء إعلاميا وسياسيا مبكرا السفير عبد الرؤوف الريدى، سفير مصر الأسبق لدى الولاياتالمتحدة ورئيس المجلس المصرى للشؤون الخارجية: اختيار السفيرة لكونها عملت على مسرح الشرق الأوسط الكبير الممتد من المغرب حتى باكستان ويشمل وفقا لأسلوب عمل وزارة الخارجية الأمريكية تركيا وألبانيا. كما أن عملها السابق نائبا للمندوب الدائم لبلادها فى الأممالمتحدة يؤكد أن اختيارها جاء لكفاءتها المهنية والذهنية، لا توجد نصوص أو محظورات مكتوبة تمنع السفير الجديد من الإدلاء بتصريحات قبل تقديم أوراق اعتماده لكن تعارف العمل الدبلوماسى على عدم المبادرة لوسائل الإعلام قبل القيام بهذه الخطوة كما تواتر العمل على عدم التصريح فى قضايا تستفز العاصمة المعتمد فيها، ومن واقع التجارب السابقة فى العلاقات المصرية الأمريكية أنصح باترسون أن تحرص على عدم الانزلاق لأى تصريحات تثير ردود فعل حادة وعنيفة حولها. التحليل: صاحبة «الخلفية الإسلامية» ستراقب «الدمج السياسى» فى عصر ما بعد مبارك بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بدأت الإدارة الأمريكية الحالية التى تعانى من أزمات اقتصادية طاحنة ويتم استنزاف قواها فى متابعة تحركات ونشاط التيارات الإسلامية الراديكالية، فى تغيير استراتيجيتها غير المعلنة تجاه هذه الجماعات وبدأت تسعى للضغط على الحكومات الموجودة على أراضيها هذه التيارات لفتح قنوات أمامها تقود لدمج التيار الإسلامى فى الحياة السياسية بدلا من استراتيجية المواجهة التى اتبعتها الإدارات الأمريكية الماضية وأجهضت الاقتصاد الأمريكى وأدخلته فى نفق أزمات متتالية لم يخرج منها بعد. وتعاملت آن باترسون مع هذا الملف الإسلامى بمختلف تفاصيله خلال عملها فى باكستان. وجاء اختيار إدارة أوباما هذه الشخصية بعد ثورة 25 يناير وغياب نظام حسنى مبارك وما مارسه من قمع وحجب لهذه العناصر المتشددة، لأن واشنطن تدرك أنه إذا نجحت عملية دمج الإسلاميين فى الحياة السياسية فى مصر فإن هذه التجربة سوف تتكرر ويتم تعميمها بين دول المنطقة، وهو ما يزيل سيف التهديد الواقع على رقبتها ويجنبها ويلات سياسة المواجهة اقتصاديا وأمنيا وعسكريا.