فى الصباح قال الخبر «ترحيل نجل الأمير ترك بن عبد العزيز وحراسه بعد اعتدائهم بالضرب على الضباط بالمطار». وأضاف الخبر «أن أحد الضباط تم نقله للمستشفى بعد أن أثخنه المعتدون بالجراح». وزاد الخبر أنه تم القبض على ابن الأمير وطاقم حراسته الذين تتراوح جنسياتهم بين الأمريكية والجنوب إفريقية واحتجازهم لمدة 18 ساعة قبل أن تتدخل سفاراتهم، ويتم ترحيلهم إلى بلادهم. لكن فى المساء قرأنا نفيا قاطعا للخبر على لسان مصدر أمنى صرح بأنه لم يحدث أن قام نجل الأمير وحراسه بضرب أى ضابط شرطة بالمطار، وأن الخبر عار تماما من الصحة. وقد بلغت حدة النفى أن المصدر الأمنى كاد ينفى أن للأمير ولدا من الأساس أو أن هناك شخصا سعوديا اسمه ترك بن عبد العزيز أو أن المملكة العربية السعودية دولة موجودة على الخريطة! لا أعرف أى الأمرين جدير بالتصديق؟ هل هو خبر اعتداء ابن الأمير وحراسه على رجال الشرطة باعتباره أمرا طبيعيا يحدث مرة فى الأسبوع على الأقل منذ وطأت أقدام سمو الأمير أرض مصر واختارها محلا لإقامته؟ أم نفى المصدر الأمنى للخبر باعتبار أن المصادر الأمنية لا تعرف الكذب أو التلفيق؟ ألمح عددا من القراء لا يصدقون المصدر الأمنى فى نفيه، ويصدقون أن الأمير وحراسه ضربوا رجال الشرطة فى المطار، وذلك استنادا إلى أنهم كثيرا ما ضربوا رجال شرطة من قبل، وأحدهم وكان ضابطا بقسم شرطة بولاق تم تكسير عظامه على يد حرس صاحب السمو وقت أن كان ينزل بحاشيته فى فندق هيلتون رمسيس، قبل أن ينتقل بالقبيلة إلى موفنبيك فى مدينة السادس من أكتوبر. وأظن أن القراء الذين سيصدقون أن بلطجة قد صدرت عن نجل الأمير وحرسه سوف يستندون أيضا إلى المشكلات التى كان أفراد العائلة طرفا فيها مع كل الجهات التى تعاملوا معها فى مصر، ومنها محل جواهرجى بفندق هيلتون سحبت منه زوجة الأمير التى توفيت مؤخرا بضاعة (شكك) ثم لم تقم بالسداد، أو فندق «نشف ريقه» وهو يطالب العائلة الملكية بسداد ما عليها من متأخرات، أو عاملون بفندق تم طحن عظامهم على يد الحراس أو موظفو استقبال أطلقت عليهم العائلة مجموعة من الكلاب الشرسة فأحدثت بهم جروحا رهيبة! أظن أن نفى الخبر لن يلقى من يصدقه بسبب سوابق عائلة الأمير، وكذلك سوابق الجهات الأمنية التى اعتادت أن الكذب ضرورى كالماء والهواء. هذا وقد أرسل لى أحد القراء يسألنى فور نشر الخبر فى الصباح عن جماهير الشعب المصرى، أين كانت ولماذا تقاعست عن نصرة ضباط الشرطة وهم يتعرضون للضرب بالمطار؟ خصوصا أن الجميع يعلم حكاية المأمور الذى قيل إنه تعرض لاعتداء من أحد السائقين، وبقية حدوتة الداخلية التى قالت إن المصريين تداعوا وتنادوا وأقبلوا من كل فج عميق، وظلوا يضربون السائق بكل طاقة الحب التى يحملونها للمأمور وللمخبرين وأمناء الشرطة حتى فاضت روحه بين أيديهم. يسأل القارئ لماذا لم يقم شعب مصر بالتحرك لنصرة الضباط المعتدى عليهم هذه المرة؟ وهو سؤال له وجاهته، خصوصا إذا ثبت أن قتيل الأزبكية لم يمت تحت التعذيب، وأن وفاته سببها عشق الجماهير الوفية للمأمور. لكن قارئا آخر كان له استفسار مختلف.. قال: لماذا مرت دائما اعتداءات عائلة الأمير وحراسه على الضباط من دون أى عقاب؟ ولماذا تسترت عليها السلطة دائما سواء قبل الثورة أو بعدها، ولأى هدف تقوم السلطة بالتفريط فى كرامة الضباط، مع العلم بأن هوان الشرطة وإذلال رجالها على يدى الأمير الباطش وغيره من ضمن أسباب توحشها مع المواطن العادى.