باقٍ من الزمن 9 أيام، وبالطبع الصراع محتدم للغاية بين أوباما ورومنى. كما أن الإعصار «ساندى» فى الطريق وتشير الأرقام إلى أن فاتورة الانتخابات الرئاسية تجاوزت ال2 مليار دولار. ولم يستبعد كثير من المراقبين أن يتحول يوم الانتخابات (6 نوفمبر) إلى يوم درامى طويل يمتد إلى «أجل غير مسمى».. يوم لا يتم فيه حسم اسم الفائز، وبالتالى ربما يتكرر ما حدث فى عام 2000.. وربما الأكثر إثارة أن يحصل المرشح الجمهورى رومنى على أغلب الأصوات، إلا أن أوباما بطريقة إجراء الانتخابات الأمريكية وحساب المجمع الانتخابى يضمن الحصول على ال270 صوتا أو الأكثر، ويفوز ويبقى فى البيت الأبيض لفترة مقبلة. أغلب استطلاعات الرأى تشير إلى تضاؤل الفارق أو انعدامه فى أغلب الولايات الحاسمة للسباق الانتخابى وعددها فى الوقت الحالى سبع ولايات. وتظل ولاية «أوهايو» (وال18 من أصوات المجمع الانتخابى) هى «الشغل الشاغل» لكلا المرشحين وزيارتهما المتكررة ودعايتهما السياسية والتليفزيونية. حملتا أوباما ورومنى صرفتا نحو 180 مليون دولار حتى الأسبوع الماضى من أجل ضمان الفوز ب«أوهايو». عدد الناخبين المسجلين فى الولاية 7.9 مليون أمريكى. وقد فاز أوباما ب«أوهايو» فى انتخابات عام 2008 بفارق 262 ألفًا و224 صوتًا على منافسه الجمهورى جون ماكين. ومع قدوم الإعصار «ساندى» الذى قد يضرب ثمانى ولايات (على الأقل) على الجانب الشرقى من الولاياتالمتحدة وامتداده للوسط. وهناك قلق وترقب وخوف من تداعيات الإعصار على العملية الانتخابية وإقبال الناخبين على التصويت، فإن أنصار ومؤيدى أوباما يواصلون فى الأيام الأخيرة (خصوصًا مع احتدام السباق) حملاتهم وطرقهم للأبواب وتوزيعهم للمنشورات من أجل «تحفيز الناخب والناخبة» للذهاب إلى مراكز الاقتراع وإعطاء صوته. تردده وكسله وعدم تحركه وذهابه كما قيل، يراهن عليها رجال رومنى. أصوات النساء والشباب والأقليات من السود والهيسبانيك لا يجب إهمالها أو «التفريط فيها»، إذا كان الهدف هو ضمان فوز أوباما. وكما يقول أكثر من مراقب للعملية الانتخابية على امتداد تاريخها عبر العقود: إن الرهان الجمهورى ينصب على ضمان اللا مبالاة من الجانب المنافس وعدم ذهاب الديمقراطيين والليبراليين وأنصارهم إلى صناديق الاقتراع! ومن خلال متابعة حملة رومنى الانتخابية فى الأيام الأخيرة يلاحظ أن رومنى مثلما فعل فى مناظراته التليفزيونية عندما وافق وتبنى وردد ما كان يقوله أوباما من قبل فإنه أخذ فى الأيام الأخيرة يرفع أيضا شعار «التغيير». وهو الشعار الذى كان يرفعه ويقوله ويردده أوباما منذ أربع سنوات. رومنى هذه الأيام يتحدث ويتكلم عن «التغيير الكبير» أو «التغيير الحقيقى». أما أوباما الحريص على التواصل مع قطاعات عريضة من الأمريكيين، خصوصًا المتعاطفين معه فهو يواصل إدلاءه بأحاديث مع كثير من الشبكات التليفزيونية والإذاعية. وفى حديث مع شبكة «إم تى فى» الشهيرة منذ يومين تحدث عن ابنتيه ماليا (14 سنة) وساشا (11 سنة). وقال إن ماليا ليس لها حساب شخصى على «فيسبوك»، لأنها اسم معروف وشهير وأنه كأب حريص على حماية حياتها الخاصة. كما أن أوباما ذكر أنه يقول لابنتيه دائمًا إنه يريد عمومًا أن يكونا مع الأولاد الذين يحترمونهما ويتعاملون باللطف معهما.. ويوم الجمعة (26 أكتوبر) مع احتفال هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية، بعيد ميلادها ال65. نقلت بعض وسائل الإعلام عنها قولها إنها سوف تستمر فى منصبها حتى يتم اعتماد خليفتها، وذلك فى حالة إعادة انتخاب أوباما. وأضافت هيلارى أن استمرارها «غير مفتوح» أو «غير ممتد إلى الأبد». كما حاول البعض التأويل وهم يشيرون إلى إمكانية استمرار كلينتون فى منصبها فى حالة فوز أوباما. وكانت هيلارى قد أعلنت من قبل أنها تنوى الابتعاد عن منصبها والسياسة عمومًا مع انتهاء ولاية أوباما الحالية. وأنها تريد أن تتفرغ لحياتها الشخصية. وإن كان لا يتوقف الحديث عن أنها تنوى الترشح للرئاسة فى انتخابات عام 2016. ولم يحسم الأمر بعد عمن سيخلف هيلارى فى منصبها؟ أغلب الأنظار كانت تتجه نحو سوزان رايس مندوبة أمريكا لدى الأممالمتحدة إلا أن الهجوم الشرس الذى تعرضت له عقب حادثة بنغازى بسبب «تصريحاتها المتخبطة» عن مرتكبى الحادثة قد يقلل من فرص اختيارها. سوزان (47 سنة) تحظى بثقة أوباما ولديها خبرة لا بأس بها فى الشؤون الدولية. فى المقابل ارتفع مؤخرا أسهم السيناتور جون كيرى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، خصوصا أن كيرى (68 سنة) بجانب خبرته الممتدة بالشأن العالمى قريب جدا من الرئيس وقد قام مؤخرًا بدور رومنى فى أثناء استعداد أوباما للمناظرات التليفزيونية. وفى السياق ذاته لم يتضح بعد تكوين فريق العمل الخارجى لرومنى فى حالة فوزه؟ خصوصًا أن نظرة رومنى العملية والبراجماتية اتضحت بشدة فى الأسابيع الأخيرة وهو يعلن تصوره العام للتعامل مع العالم وقضاياه. يقال هذا على الرغم من أنه محاط منذ فترة بخبراء وأسماء معروف عنها أنها تنتمى إلى عهد الرئيس بوش الابن و«اليمين المتشدد» و«المحافظين الجدد»، إلا أن العبارة المتكررة فى الأيام الأخيرة تقول: «لن تتم إعادة وإحياء عهد بوش وسياساته»!!