تواضعت فيفى عبده كثيرا بعد شهر رمضان، عندما اكتفت بأن أطلقت على نفسها «أُم تريكة» التمثيل، فهى من وجهة نظرها تشبه هداف الكرة فى السنوات العشر الأخيرة «أبو تريكة»، الذى كثيرا ما أنقذ الفريق القومى والنادى الأهلى وحقق أهدافا غالية فى اللحظات الحرجة لينقل فريقه من ظلمات الهزيمة إلى نور الانتصار. فيفى أو «أُم تريكة» حققت أهدافا لا تنسى فى مرمى الجمهور، حيث إنها صارت وبلا أدنى شك صاحبة براءة اختراع نظرية فى فن الأداء تنافس بها كبرى النظريات فى التمثيل للروسى «ستانسلافسكى» وهى التمثيل بالعنق، حيث أصابت الجماهير العربية بدوار جماعى، لا تزال الأغلبية تعانى منه حتى الآن من فرط استخدامها الرقبة صعودا وهبوطا.. تقدم فيفى فى شخصية «كيداهم» بطلة مسلسل «كيد النسا» دورا اعتبرته واحدا من أفضل ما قُدم فى الدراما العربية وربما العالمية، ولهذا أصرت على تقديم جزء ثان بدأت فى الإعداد له من الآن! إنه مسلسل «فيفى عبده» هذه هى الحقيقة التى لا تحتمل اللبس، فهى التى تحمست، وهى التى رشحت سمية الخشاب لمشاركتها البطولة، وهى التى يأتى اسمها سابقا الجميع، إلا أن النجاح الذى تعتقد فيفى أنها أنجزته فى هذا المسلسل، فيما يبدو تراه فقط عيون فيفى عبده! فيفى لديها طريقة خاصة فى الأداء التمثيلى منذ أن بدأت مشوارها، فهى لا تنظر لمن يقف بجوارها، لا تعترف بالكادر، وذلك منذ أن قدمها المخرج عاطف سالم فى دور صغير فى فيلم «السلم الخلفى» قبل نحو 40 عاما، فهى على الفور تتوجه إلى الكاميرا وتقول الحوار بمبالغة فى الأداء. وفى «كيد النسا» لم تكتف بذلك بل أضافت من أجل التجديد أيضا حركة الرقبة بزاوية مقدارها 360 درجة.. فى بداية مشوار فيفى كانت تقدم مشاهد قليلة، إلا أنها منذ مطلع التسعينيات صارت هى راقصة مصر الأولى أسوة ب«نبيلة عبيد»، التى أطلقت على نفسها لقب «نجمة مصر الأولى» باعتباره تنويعة على سيدة مصر الأولى.. من بعدها قررت فيفى أن يتصدر اسمها الأفيشات، ولم تكتف بأن تصنع لها الأفلام، بل صارت أيضا تشارك فى الإنتاج من الباطن.. أتذكر أنها لعبت فى عام 1991 بطولة فيلم «نور العيون» المأخوذ عن إحدى القصص القصيرة للأديب العالمى نجيب محفوظ فى مجموعته «خمارة القط الأسود»، أرادت أن تقول إنها عالمية وتتعامل أيضا مع كاتب عالمى، لتقول للجميع إن رأسها برأس كبير الأدباء العرب.. يومها غضب نجيب محفوظ من الفيلم، رغم أن السيناريو كتبه المخضرم وحيد حامد، والإخراج لواحد من أهم مخرجى السينما المصرية الراحل حسين كمال.. المعروف أن نجيب محفوظ لم يعترض طوال تاريخه على أى عمل فنى قُدم مأخوذا عن إحدى رواياته وله مقولة تحولت إلى مأثورة، وهى أن من يريد أن يحاسبنى فليعد إلى الرواية المطبوعة، إلا أنه خرج لأول مرة عن تلك القناعة ونشرت هذا الرأى قبل عشرين عاما على صفحات مجلة «روزاليوسف» أعلن وقتها أنه غاضب وغير راض عن الفيلم، وأضاف ساخرا كعادته «أنا خايف الناس يقولولى يا نجيب يا محفوظ إيه اللى لمك على الرقاصة دى»! فى تلك السنوات كانت فيفى عبده تطلق على نفسها لقب «الهرم الرابع»، وهذه الصفة لم تلتصق بأحد إلا فقط جمال عبد الناصر الزعيم العربى، وأم كلثوم أسطورة الغناء العربى، إلا أن فيفى لم تجد بأسا ولا حرجا أن تقف بجوار عبد الناصر وأم كلثوم، اللذين أطلقت عليهما الجماهير العربية هذا اللقب، بينما فيفى هى التى صنعت لنفسها «الهرم الرابع» طوبة طوبة، أقصد هزة هزة! ومات اللقب ولم يعد أحد يتذكره حتى قررت فيفى بعد مسلسل «كيد النسا» أن تصبح هى «أُم تريكة» التمثيل ساحر الكرة.. فيفى تعتبر نفسها ساحرة فى التمثيل وهدافة من الطراز الأول لتصبح «أُم تريكة»، وهارد لك لأبو تريكة الذى لم يعد أمامه بعد أن تساوى الرقص بالأرداف بالترقيص فى الملاعب، سوى أن يطلق على نفسه لقب «فيفى عبده» كرة القدم!