الترهيب والترغيب سلاحان يفشل فى استخدامهما كل من إسرائيل والولايات المتحدة مع الفلسطينيين، لمنعهم من التوجه إلى الأممالمتحدة هذا الشهر، والتصديق على دولتهم المقبلة. مساء أول من أمس أكدت السلطة الفلسطينية ذهابها إلى المنظمة الدولية، رغم إعلان واشنطن مؤخرا عزمها استخدام الفيتو ضد الدولة الفلسطينية، وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة «نحن ذاهبون لطلب عضوية فلسطين كاملة، من أجل الحفاظ على حقوق شعبنا وحل الدولتين». أبو ردينة أضاف «لا يجوز أن يبقى الشعب الفلسطينى تحت الاحتلال ساعة واحدة بعد الآن»، مشددا على أن «خيار التوجه الفلسطينى إلى الأممالمتحدة اختبار للمجتمع الدولى وقدرته على تحمل مسؤولياته تجاه السلام». ويبدو أن المفاجأة كان لها أكبر الأثر فى إسرائيل، التى رأت أمامها رام الله مصممة على دولة فلسطينية، فما كان منها إلا استخدام سلاح الترغيب بتسريب أنباء عن موافقة تل أبيب الإفراج عن ألف معتقل فلسطينى، مقابل إطلاق سراح جلعاد شاليط، الجندى المأسور بالقطاع، وفقا لما أكده نوعم شاليط والد الجندى، فى تصريحات له. أما فى القطاع فكان للمقاومة الفلسطينية رد آخر على سلاحى الترهيب والترغيب، حيث قام نشطاء المقاومة بإطلاق النيران أمس باتجاه مستوطنة «نتيف هعسراه» القريبة من حدود غزة، مسفرة عن إصابات مادية لا بشرية، بينما دعا الجيش الإسرائيلى السكان إلى البقاء فى المناطق المحمية، واتخاذ إجراءات الحيطة والحذر. د.محمد أشتية، العضو بارز فى الفريق الفلسطينى الذى يتوجه إلى نيويورك الأسبوع المقبل، قال «هناك ضغط خطير جدا جدا علينا، ولكن فى نهاية المطاف أبو مازن (رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس) ليس لديه خيار آخر، ولا يمكن لأحد أن يلومه».. فعشرون عاما من المفاوضات قد وصلت بنا إلى لا شىء.