تابعت عدسة «التحرير» عودة المسيحيين لمنازلهم بقرية ميانة بمركز إهناسيا ببني سويف، مساء الجمعة، بعد التهجير عن القرية لمدة قاربت الإسبوعين، عقب اتهام نجلهم طالب الثانوي، ماهر فايز حبيب 18سنة، بالإساءة للدين الإسلامي. فى البداية قال عمه سامي نجيب "المشكلة انتهت، والأسرة رجعت لمنزلها بالقرية، بعد مجهودات أجهزة الأمن ورجال الدين الإسلامي والمسيحي والمجلس العرفي، وأناشد الجميع بعدم فتح الموضوع مرة أخرى حتى نتمكن من إخماد نار الفتنة". وقالت أم ماهر والدته "إبني أخطأ والمشكلة اتحلت، وأهل البلد فرحوا بعودتنا، والكل هنا بيحبنا"، لافتةً إلى أنهم لم يتعرضوا لأى أذى وقت المشكلة، وأن غالبية أهل القرية كانوا غاضبين لمغادرتهم لمنزلهم. ولفتت جدته أم فايز، إلى أن مسلمي القرية هم أسعد الناس بعودتهم لمنازلهم، قائلة "إحنا ولادنا أخوات جيرانا المسلمين فى الرضاعة، وياريت كل البلاد زى بلدنا، عايشين فى أمان وسلام". وتعود الواقعة إلى منتصف شهر مايو، بعد تقدم عدد من أهالي قرية ميانة التابعة لمركز إهناسيا، ببلاغ إلى قسم شرطة إهناسيا، ضد الطالب بالصف الثالث الثانوى ماهر فايز، لنشره عبارات مسيئة للإسلام على صفحته الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليتم تحرير محضر بالواقعة، وتتولى النيابة التحقيق برئاسة المستشار محمد بسيونى، رئيس نيابات بني سويف الكلية، وإشراف المستشار تامر الخطيب المحامي العام لنيابات بنى سويف، والتي تأمر بضبط الطالب، وطلب تحريات جهاز الأمن الوطني للتحقق من صحة الواقعة، إضافة إلى الاستعلام من الإدارة العامة للتوثيق والمعلومات بوزارة الداخلية، عن صفحة المتهم الشخصية وصفحة أخرى يتولى إدارتها من عدمه، وبيان العبارات المسيئة على موقع التواصل الاجتماعي. بعدها تجمع عدد من أهالي القرية أمام منزل عائلة الشاب المكونة من الأب، ويعمل فلاح، والأم "ربة منزل"، وولدين بالإعدادية وطفلة في الابتدائية، لمطالبتهم بالخروج من القرية، لتستجيب الأسرة وتنتقل للإقامة لدى أقاربهم ببنى سويف، وينتقل الأب إلى القاهرة خوفًا على حياتهم، ويتركوا منزلهم والأرض الزراعية التي يتملكونها.