عقب نشر مقالي أمس عن قضية أبو تريكة الراهنة تلقيت عددًا مهولًا من الاتصالات والإيميلات التي لم يستطع بريدي الالكتروني استيعابها جميعًا فهنج وتوقف عن استقبال المزيد، بعد أن تجاوز العدد 500 رسالة! كثرة التعليقات التي وردتني تؤكد أهمية الموضوع المطروح، النابعة من شعبية اللاعب واهتمام الناس به، مما دفعني اليوم لمواصلة الكتابة عنه وعن قضيته. سأستعرض معكم عددًا من الأراء التي اختلفت معي في وجهة النظر مع ردي عليها: 1- (انت بتكره أبو تريكة وبتحقد عليه لأنك زملكاوي ولسه محروق من اللي كان بيعمله فيكم!)...أقر وأعترف بأنني أعشق اللاعب محمد أبو تريكة الذي طالما أمتعني بأدائه الرائع وأسعدني بأهدافه التي حققت بطولات عديدة لمنتخب لبلادي, أنا لست زملكاوي بل برشلوناوي الهوية ميساوي الهوي. 2- (تريكة طول عمره إنسان طيب ومتدين ومش ممكن يعمل حاجة تضر البلد).. أتفق تمامًا مع هذا الكلام لكن أليس من الممكن أن يكون البعض قد استغل طيبته وورطه دون علمه في تمويلات لعمليات إجرامية باسم الدين؟ إذا ثبت ذلك فهو مُدان أما إذا تحقق العكس فهو بريء ويجب تقديم اعتذار رسمي له. 3- (التحقيقات كلها مزورة والتهمة ملفقة عقابًا له على توجهاته السياسية).. كيف لجهات التحقيق أن تجرأ على توجيه تهمة لشخص بهذه الشهرة والشعبية دون أن تمتلك أدلة دامغة ضده؟ إذا كانت التهمة ملفقة بسبب انتماءه للجماعة المحظورة، فلماذا لم يتم التعامل بالمثل مع أسماء أخرى شهيرة لها نفس التوجة؟ 4- (ينفع يعني يتحفظوا على أمواله هو ويسيبوا الحرامية الكبار يتمتعوا بثرواتهم؟).. طبعًا ماينفعش والمطلوب هو التعامل بنفس المنطق مع الجميع دون تمييز لكن قواعد العدالة -حتى لو كانت منقوصة- تُحتم اللجوء للقانون الذي يلزم النيابة بتقديم دلائل وبراهين قوية إذا ما أرادت توجيه اتهام أو اتخاذ إجراء ضد أي مواطن. 5- (تريكة خط أحمر لأنه ياما خدم المنتخب وفرح الشعب).. لا أحد ينكر انجازاته الرياضية التي نال عنها شهرة وثروة يستحقهما عن جدارة.. لكن ماذا عن جنودنا الذين يتعرضون يوميًا للموت دفاعًا عن الوطن مقابل جنيهات قليلة دون أن يعلم عنهم أحد شيئًا؟ ألا يستحقون هم أيضًا أن يكونوا خط أحمر وأصفر وكل الألوان معًا؟ 6- (مافيش دولة محترمة بتعامل أبطالها بالشكل ده).. لا فيه كتير ومنهم الأرجنتين التي حاكمت مارادونا بسبب تعاطي المخدرات والتعدي علي الصحفيين, كذلك إيطاليا التي سجنت نجمها باولو روسي نتيجة التلاعب في نتائج المباريات وإسبانيا التي تُحقق حاليًا مع الأسطورة ميسي في شُبهة التهرب الضريبي. 7- ( ليه مبيعلنوش المعلومات والأدلة اللي ضده علشان نتأكد من الحقيقة؟).. أوافق بشدة على هذا الطلب المشروع الذي سيجبر الجهات المسؤولة على الالتزام بالشفافية والمصداقية لكنني سأطالب في الوقت نفسه بأن يعلن أبو تريكة بوضوح عن موقفه من العمليات الإرهابية الحالية حتى تكتمل الصورة أمام الجميع.