المظاهرات والفعاليات الاحتجاجية المتنوعة الساخنة التي لم تخل من موجهات مع الأمن، احتفل العمال في عشرات من الدول بعيدهم، منددين بظروف عمل غير عادلة أو لتمتد احتجاجتهم لتشمل قضايا الحريات والقمع الأمني. ففي تركيا، استخدمت الشرطة التركية قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفرقة متظاهرين في منطقة بيشيكتاش في إسطنبول في مناسبة عيد العمال، وفق مراسل فرانس برس في المكان. واندفعت الشرطة تجاة المتظاهرين على ضفاف البوسفور أثناء محاولتهم التوجه الى ساحة تقسيم، مركز التظاهرات في إسطنبول. واستخدمت خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع. وتعيش اسطنبول حالة من التوتر منذ الصباح مع رفض الناشطين للحظر الذي فرضته السلطات على التظاهرات في تقسيم. وقبل تحرك الشرطة ضد المتظاهرين في بيشيكتاش، أعلن رئيس شرطة اسطنبول سلامي التينوك عن اعتقال 136 شخصا في مناطق عدة من المدينة خلال النهار. وفي فلسطين، طالب نقابيون من قيادتهم، بإعادة النظر في اتفاقية باريس الاقتصادية مع إسرائيل، والتي يعتبرونها مجحفة بحق العمال الذين يعملون داخل إسرائيل دون حقوق. أما في إيران، تظاهر آلاف العمال في وسط طهران للمطالبة بتحسين ظروف المعيشة والدعوة إلى تعزيز التوظيف المحلي بدلا من استقدام عمالة أجنبية، حسبما نقلت وكالة الاخبار العمالية إيلنا، الجمعة. وهذه المرة الأولى التي تجري فيها تظاهرة مماثلة في الأول من مايو. وفي إيران أكثر من مليون افغاني يعملون في قطاع البناء والزراعة. وشهد وسط العاصمة الروسية مسيرات حاشدة، نظمتها الأحزاب والنقابات المهنية، كما نظمت قيادة الحزب الشيوعي في موسكو، مسيرة خاصة به، شارك فيها نحو 10 آلاف شخص. ونظمت جماعات يسارية ونقابات عمالية مسيرات في جميع أنحاء أوروبا. وكانت معظم الفعاليات احتجاجات سلمية للمطالبة بحقوق العمال والسلام في العالم، غير أن بعضها شهد اشتباكات بين الشرطة وهو أمر أصبح معتادا في الآونة الأخيرة. وفي المغرب، قاطعت أكبر ثلاث نقابات عمالية احتفالات عيد العمال في الأول من مايو احتجاجا على "السلوك الحكومي" وعدم تحقيق مكتسبات للطبقة العاملة المغربية، بحسب بيان أصدره الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية الديمقراطية للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل. وفي الولاياتالمتحدة، من المقرر أن يوسع النشطاء الذين يسيرون احتفال عيد العمال وحقوق المهاجرين في المدن الأميركية، الجمعة، رسالتهم لتشمل توجيه الاهتمام إلى وحشية الشرطة. وخلال السنوات الأخيرة حظيت المظاهرات في الولاياتالمتحدة بدعم المهاجرين الذين يسعون إلى الحق في العيش والعمل في البلاد بصورة قانونية. والآن يقول بعض النشطاء في مدن من بوسطن إلى أوكلاند بكاليفورنيا إنهم يتظاهرون أيضا لدعم السود تحت شعار "حياة السود لها أهميتها" وهو شعار الحركة المتنامية التي نشأت في أعقاب سلسلة من الوفيات البارزة لرجال سود نتيجة لمواجهات مع الشرطة. ويأتي التحرك بعد اضطرابات في بالتيمور واحتجاجات في مدن أخرى بسبب مقتل فريدي جاري وهو رجل أسود في الخامسة والعشرين من عمره تعرض لعدة إصابات في الحبل الشوكي بعد أن حاول الفرار من الشرطة في 12 أبريل. وأعقبت اضطرابات أخرى وفيات أميركيين أفارقة على يد الشرطة في نيويورك وفيرغسون بميزوري العام الماضي. وعلى مدى أكثر من قرن يتم الاحتفال بعيد العمال في الأول من مايو، في ذكرى أحداث شغب هايماركت في شيكاغو بالولاياتالمتحدة في عام 1886 عندما حولت قنبلة مظاهرة للعمال إلى حدث مميت.