أحداث ثورة يناير 2011 بدأت بمجموعة احتجاجات كانت تطالب ببعض التغييرات في الأشخاص والهيئات، لكن مبارك لم يستمع للأصوات، فتصاعدت حدة المظاهرات التي انتهت بإسقاط الرئيس وتغيير النظام.. هذا السيناريو مرشح بقوة للتكرار داخل النادي الأهلي، بعد أن رفض مجلس الإدارة الاستجابة لنداءات الجماهير بالاستغناء عن خوان كارلوس جاريدو الذي دمّر الفريق الأحمر فنيًّا وقضى على أمله في الدوري أكلينيكيًا! مباراة المقاولون أول من أمس لم تكن سوى حلقة جديدة من مسلسل فشل المدرب الإسباني المصمم على تكرار نفس الأخطاء الكارثية في النواحي التكتيكية، وكأنه يتعمد الخسارة ليذيق الأهلاوية المرارة! سأستعرض معكم ما ارتكبه هذا العبقري من جرائم كروية تستحق الإدانة الرياضية، وتستوجب الإقالة الفورية: 1- خلال الشوط الأول كان الفريق الأحمر هو المسيطر والأخطر لكن مدربه (خرب الدنيا) في الثاني بعد أن غير طريقة الهجوم لتصبح دون رأس معلوم، قبل أن يتراجع ويعيد الأسلوب المعتاد بعد أن فات الميعاد. 2- التغييرات التي أجراها كانت كلها خاطئة.. أشرك محمد هاني الظهير الأيمن مكان حسين السيد المدافع الأيسر المصاب، مع إحداث تبديل داخلي بنقل باسم علي إلى جهة الشمال التي لم يلعب فيها طوال حياتة فكانت النتيجة هي ضياع هذه الجبهة بشكل تام في الخلف والأمام، أشرك وليد سليمان بدلًا من المهاجم الوحيد بيتر أيبي مكمن الخطورة وأبقى على عبد الله السعيد البعيد عن الصورة، أخرج محمد رزق أنشط عنصر في خط الوسط وأقحم سعيدو الذي لا حل ولا ربط! 3- لعب بأسلوب الدفاع المتقدم جدًا -دون تنظيم أو زيادة عددية- أمام منافس عنيد يمتلك مهاجمين شباب على درجة عالية من السرعة والمهارة التي تمكنهم من تنفيذ الهجمة المرتدة باقتدار وجسارة. 4- فشلة في إيجاد حلول هجومية لضرب الحوائط الدفاعية التي شيدتها كتيبة المقاولون بصورة أقوى من الحصون! شعرنا أن كل لاعب في الأهلي على ليلاه يغني، دون التقيد بتوجيهات من الجهاز الفني. خلاصة القول أن ذئاب الجبل حققوا الفوز بفضل مدربهم القدير صاحب الرؤية والتدبير، في حين خسر الشياطين الحمر، لأنهم يؤدون دون روح أو مضمون تحت قيادة مدير فني خيب كل الظنون. على الجانب الأخر، واصل الزمالك مشوارة الناجح نحو استعادة اللقب المفقود، بعد أن حقق انتصارًا مهمًا على حرس الحدود صاحب الطموح المحدود، الفارس الأبيض لم يقدّم مستوى جيد خلال هذه المباراة ولا حتى السابقة أمام الاتحاد، لكنه رغم ذلك استطاع حصد النقاط الكاملة من كليهما مما يعكس قدرتة على تجاوز العقبات ويوضح إصراره على تلبية الطموحات في الحصول على البطولات. مازالت هناك 14 جولة متبقية من عمر المسابقة، لكن كل الشواهد والمشاهد تشير إلى أن طريق أبناء ميت عقبة مفروش بالورود لانتزاع درع الدوري الموعود الذي سينالونه هذا العام باستحقاقية مع كل الاحترام للفرقة البترولية، وخالص العزاء للكتيبة الأهلاوية.