أكد الدكتور أشرف لطيف تادرس، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أنَّ حدوث ظاهرتي كسوف الشمس وخسوف القمر في شهر واحد، أمر فلكي طبيعي مدروس ومعروف لدى الفلكيين، وتعكسان بوضوح حركة القمر حول الأرض، وحركة الأرض حول الشمس، مفندًا بذلك ما أثير بشأن تلويح بعض المنجمين بأن وقوع كسوف وخسوف في أقل من شهر يشير إلى حدوث حدث جلل أو إنه نذير شؤم على العالم. وقال تادرس، في تصريحات صحفية، السبت، أنَّ هذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، وإنه من أقوال المنجمين وليس الفلكيين، وأنَّ علم الفلك والتنجيم مختلفان، فالعلوم الفلكية من أدق وأروع العلوم الطبيعية على الإطلاق، وكل نتائجه معلومة وموثقة بالفيزياء والرياضة، أمَّا التنجيم فهو ليس علمًا بل محاولة لاستقراء الغيب عن طريق الفلك من خلال الاجرام السماوية "الشمس والقمر والكواكب والنجوم" مثله مثل قراءة الكف وقراءة الفنجان وفتح الكوتشينة وضرب الودع، لافتًا إلى أنها كلها محاولات لقراءة الغيب أو معرفة المجهول عن طريق شيء مادي ملحوظ، وفي الغالب تكون أحداث متوقعة نتيجة تشاؤم أو تفاؤل بعض الناس. ودلَّل تادرس على ذلك بأنه لو كان التنجيم علمًا كما يدعي المنجمون لما اختلف في تنبؤاته اثنان، ولكانت نتائجه معلومة ومدروسة للعالم كله ولا يختلف على تفسيرها أحد، أمَّا عما يقال من تطابق بعض الأحداث لأقوال بعض المنجمين فإنه يأتي محض صدفة لا أكثر، مشيرًا إلى أنَّ الكثيرين من المنجمين يقولون عن أمور وأحداث قد تحدث أو لا تحدث فإذا تصادف وحدث بعض منها تحسب لقائلها فقط. وأضاف أنَّ شهر جمادي الآخر الحالي شهد كسوفًا للشمس عند ميلاد هلاله، في 20 مارس الماضي، وخسوفًا للقمر عند اكتمال بدره اليوم "حتى لو لم تراه مصر"، وهذا أمر طبيعي لأن كسوف الشمس لا يمكن حدوثه أبدًا إلا إذا كان القمر محاقًا، وهو ما حدث في كسوف 20 مارس، خسوف القمر لا يحدث أبدًا إلا إذا كان القمر بدرًا وهو ما سيحدث لاحقًا اليوم. وقال إنَّ خسوف القمر الذي سيحدث في الساعة الثانية و12 ثانية بعد ظهر اليوم السبت، بتوقيت القاهرة المحلي، هو الأقصر خلال القرن الحالي، ولن يرى في مصر أو أي من الدول العربية لحدوثه ظهرًا ، فيما سيمكن رؤيته في المناطق التي يظهر فيها القمر عند حدوثه ومنها النصف الغربي من أمريكا الشمالية، وشرق آسيا، وأستراليا، والمحيط الباسيفيكي.