رغم أن كنيسة القيامة في البلدة القديمة بالقدس تتزين في مثل هذا الوقت من العام، احتفالاً بأعياد القيامة، إذ يقصدها آلاف المسيحيين من كل أنحاء العالم، لزيارة القبر المقدس والرخامة الأثرية التي تم تغسيل جثمان السيد المسيح عليها، وفقاً للمعتقدات المسيحية، إلا أن الجزء التابع للكنيسة الأرثوذكسية المصرية في كنيسة القيامة، والمعروف باسم كنيسة القديسة هيلانة، يبدو منعزلاً عن تلك الأجواء الاحتفالية. وتعود حالة الحزن التي تخيم على الكنيسة المصرية لسببين، أولهما وفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الشهر الماضي، والثاني بقاء دير السلطان الذي سرقه الاحتلال الإسرائيلي عام 1970 من الكنيسة المصرية عشية الاحتفال بعيد القيامة، ومنحه لطائفة المسيحيين الأحباش، الذين لم يكن لهم مكان يتعبدون فيه في كنيسة القيامة مقابل تسهيل هجرة يهود الفلاشا الإثيوبيين إلى إسرائيل. ويقول القس ميصائيل كاهن كنيسة القديسة هيلانة، رغم حصولنا على ثلاثة أحكام قضائية من المحاكم الإسرائيلية بأحقية الأقباط الأرثوذكس في دير السلطان، إلا أنها لم تنفذ حتى الآن، فإسرائيل حولت الأمر لقضية سياسية، فهي تارة تشترط التطبيع الكامل في العلاقات مع مصر لتسليمنا الدير، وتارة تشترط إلغاء قرار البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الراحل الخاص بمنع المسيحيين من زيارة القدس لتنفذ قرار المحكمة. وأشار إلى أن الصراع بين الأقباط الأرثوذكس والأحباش على الدير، يعود لمئات السنوات، ولكن ملكية الأقباط للدير مثبتة بمئات الوثائق.