«قتل بلا رحمة فى جنوب السودان»، ليس هذا فقط هو شعار الدولة الوليدة، ولكنه قتل لأتفه الأسباب، فالمعارك تلك المرة ليست بسبب حدود سياسية مشتعلة أو المطالبة بحريات سياسية أو ما شابه، ولكن لخلاف قبلى حول مناطق رعى الماشية. ذلك الخلاف القبلى بين قبيلتى المورلى والنوير الذى امتد لنحو 4 أيام فى ولاية جونقلى جنوب شرقى السودان، كلفهم سقوط نحو 600 قتيل وإصابة نحو ألف آخرين، بسبب خلاف على أماكن الرعى بين القبيلتين وأحقية كل منهما بالماشية، وهو ما أثار الشكوك حول مدى تمكن حكومة الجنوب من إرساء الأمن والمحافظة على حياة المدنيين فى الدولة التى أعلنت استقلالها يوليو الماضى. فظائع كثيرة رواها وزير العدل بحكومة الجنوب جون لوك جوك حول تلك الاشتباكات، حيث أكد أنه شاهد جثثا مبعثرة فى المنطقة، بينها جثث لأطفال بترت أطرافها. بالإضافة إلى سرقة ما بين 26 إلى 30 ألف رأس ماشية -التى تعد جزءا حيويا من الاقتصاد المحلى الجنوبى- وتشريد نحو ربع مليون شخص، وتعرض 200 آخرين للخطف. «ليس مقبولا أن يسقط مثل تلك الأعداد الكبيرة من القتلى والجرحى وهذا الدمار الشديد، لمجرد خلاف حول أماكن الرعى والماشية»، ذلك كان تعقيب الممثلة الخاصة للأمم المتحدةبجنوب السودان هيلد جونسون، التى طالبت بإيقاف دورة العنف فورا، فالوضع الحالى بحاجة لضبط النفس وللبدء فى مساعى المصالحة. تلك الاشتباكات تسير على وتيرة أعمال العنف التى يعانى منها جنوب السودان منذ فترة بسبب انتشار عدد من الجماعات المتمردة فى ولايات عديدة، والتى ترتكب أعمال عنف متعاقبة على قوات الجيش الجنوبى النظامى، كان آخرها هجوم لقوات الجنرال المنشق جورج.