أخيرًا فتح الله على المهندس إبراهيم محلب بتصريح يتميز بوزن موسيقى، فقال محلب إن الحرب على الإهمال لا تقل خطورة عن الحرب على الإرهاب، جاء ذلك فور وصوله إلى موقع كارثة احتراق 18 طالبًا على الطريق الزراعى. محلب كان يرد بشكل غير مباشر على المصريين الموجوعين الذين تساءلوا: ما الفرق بين أن يفقد ابنى حياته فى انفجار قنبلة أو فى انقلاب حافلة؟! الموت واحد يا حكومة، والحكومة أخيرًا اعترفت بأننا بحاجة إلى القضاء على الإهمال، لكن هل ستدعم الحكومة هذه الحرب إعلاميا كما حشدت كل الصحف والقنوات من أجل الحرب على الإرهاب بسيناريو موحد بعد مذبحة كرم القواديس؟ مثلًا هل نتوقع أن تضع القنوات المصرية على شاشاتها لوجو «الحرب على الإهمال» كما وضعت «الحرب على الإرهاب» وأدت إلى تراجع السائحين عن زيارة مصر بعد عزل مرسى؟ هل سيرحب محلب بأن تخصص برامج التوك شو مساحات لكشف ما يدور من إهمال فى الرقابة والصيانة وفساد فى الضمائر والذمم داخل كل الوزارت وفى كل المحافظات؟ كيف سيسمح وهو الذى جمع الإعلاميين ورؤساء التحرير قبل أسابيع وطالبهم بانتقاد الوزراء، لكن «بشويش»؟ هل ستُمنح التسهيلات للإعلاميين للنزول بالكاميرا فى كل أنحاء مصر لنقل وقائع الإهمال والفساد على ألسنة الناس، أم سيُتهم الإعلاميون بأنهم يشوهون صورة البلد فى مرحلة صعبة ويخدمون الإخوان بشكل غير مباشر؟ ليس هذا فحسب، بل قد يعتبر محلب المتابعة الإعلامية سببًا فى إصابة وزرائه بأزمات نفسية، بلاش، حتى لو حصل الصحفيون والإعلاميون على حرية النقل والبث هل سيستجيب لهم أحد؟ هل سيحاسب محلب المحافظ أو الوزير صاحب النصيب الأكبر من شكاوى الجمهور؟ اللافت أن محلب قال هذه التصريحات فى حضور يونس مخيون، رئيس حزب النور، والأخير غالبًا رد بآمين، لكن يا د.مخيون متى خصص أحد من رجالاتك خطبة عن الفساد والإهمال الذى يضرب المجتمع ويقصف الأرواح صباح كل يوم؟ أم لا يزال شيوخ «النور» يهتمون فقط باللحية والجلباب والسبحة والسواك؟ بدون توعية دينية ومجتمعية لن نقاوم الفساد، وبدون إعلام يقوم بواجبه بلا ولولة ومبالغات لن ننتصر، لا على الإهمال ولا على الإرهاب.