«الوفد» يبحث عن دور فى مهرجان مجلس الشعب الذى يقوم على تأليفه وإخراجه حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. الحزب الذى يدخل البرلمان بعدد لا بأس به من المقاعد يسعى إلى عقد تحالفات تحقق مصالحه السياسية، لكن شكل التحالفات لم يظهر بعد، خصوصا بعد تأجيل اجتماع الهيئة العليا للحزب، والمثير أن آراء القيادات فى «الوفد» تبدو متناقضة ولم تصل إلى اتفاق واضح.. محمد سرحان، نائب رئيس حزب الوفد، نفى أن يكون تأجيل اجتماع الهيئة العليا بسبب خلافات بين أعضاء الهيئة حول استكمال التحالف الديمقراطى مع جماعة الإخوان المسلمين من عدمه، وقال سرحان إن الوفد أصبح موجودا ككتلة نيابية فى مجلس الشعب، وبالتالى من الطبيعى أن يكون هناك توافقا بينه والكتل الحاصلة على نسبة كبيرة فى البرلمان، «هذا يصب فى مصلحة الطرفين». سرحان أضاف أن تحالفات البرلمان فى الدول الديمقراطية أمر طبيعى ومشروع، «لكن لأن مصر اعتادت على نمط الحزب الواحد، فنحن غير قادرين على استيعاب نظام التوافق هذا»، مبديا ارتياحه للكتاتنى، لكنه أشار إلى أن «الهيئة العليا» ستجتمع لتقول كلمتها النهائية فى الموافقة على سعد الكتاتنى رئيسا لمجلس الشعب، مبديا ارتياحه إلى طرح اسم مارجريت عازر، وكيلة لمجلس الشعب، خصوصا أنها تجمع عديدا من الميزات كامرأة ومسيحية، وهو ما سيؤدى إلى ازدياد فرص اختيارها من الهيئة العليا للحزب. عصام شيحة، عضو الهيئة العليا ل«الوفد»، قال إن الهيئة ستناقش فى الاجتماع القادم استمرار التحالف الديمقراطى، مؤكدا أن الاتجاه العام للحزب وأعضاء الهيئة العليا أن «الوفد» سيعمل فى البرلمان بمفرده، وأنه يفضل أن يبقى فى المعارضة وسترتبط قراراته بأهمية المشروعات المطروحة فمرة قد يدعم الإخوان وأخرى قد يُنسق مع آخرين حسب مصالح الشعب المصرى.. وحول ما تردد عن أن السيد البدوى يميل إلى فكرة التحالف مع «الإخوان» فالنائب الوفدى محمد عبد العليم داوود، قال إنه إذا كان هذا التنسيق مع «الوفد» سوف يحد من الدور التشريعى والرقابى لنواب «الوفد» فليذهب التنسيق إلى الجحيم. داوود أشار إلى أن أى مساومة حول أى قضية من القضايا هو خيانة للوطن، مضيفا أن «نواب الوفد وشباب الوفد وأعضاء الحزب لن يساوموا على أى قضية من القضايا، ويوم أجد قضية فيها أى تنسيق على حساب الشعب سألتزم بمواقفى وثوابتى حتى لو فصلونى من الوفد».. من ناحية، صرح محمد حرش، عضو الهيئة العليا للحزب، بأنه بعث برسالة للدكتور محمد البرادعى، المرشح السابق فى سباق الانتخابات الرئاسية، يدعوه فيها إلى الانضمام لحزب الوفد والترشح لرئاسة الحزب لتشكيل قوة ثورية ليبرالية فى مواجهة الاستقطاب السياسى الإسلامى. حرش أكد أنه سيطرح الموضوع على «الهيئة العليا»، رغم أن هذا قد يتسبب فى خلافات واسعة بين الأعضاء، خصوصا فى ظل وجود أعضاء محسوبين على جبهة رئيس الحزب الحالى، السيد البدوى.