«لو كان الجحش رجلا لقتلته.. لكنه للأسف ليس حتى ذلك الحيوان الأعجم الذي نعرفه، وإنما هو ذهنية تُحكم بها الشعوب الغافلة.. وقد حُكمت مصر لثلاثين عامًا بذهنية الجحش». بهذه الأسطر، افتتح الكاتب والصحفي أسامة غريب فصول كتابه الجديد «إرهاصات موقعة الجحش»، الصادر حديثا عن دار «الشروق»، الذي جمع طائفة من مقالاته وكتاباته التي حلل فيها بحسه الساخر الشواهد والعلامات الدالة على حدوث الانفجار الكبير في 25 يناير 2011م. كانت كل الطرق، بعد اندلاع الثورة في 25 يناير، وعقب جمعة الغضب العظيمة في 28 يناير، كانت تؤدي إلى الجحش، وجميع الشواهد السابق رصدها في 2010 كانت تقول إن عام 2011 هو عام الجحش، والمراقبون للحالة المصرية كانوا موقنين من أن الهاوية التي تنزلق إليها البلاد سوف تدفع الناس للثورة، ولن تترك لنظام مبارك من سبيل غير استدعاء الجحش. في هذا الكتاب الجديد، يقدم لنا أسامة غريب رؤيته لأيام الثورة وأحداثها، من خلال المقالات التي كان يكتبها كل يوم من أيام الثورة حتى تنحي حسني مبارك في 11 فبراير 2011. ويتبع ذلك تعليقا على ما تلا الثورة من أحداث، وباقي فصول الكتاب كُتبت جميعا خلال عام 2010، وبضمها لهذا الكتاب، يريد أسامة غريب أن يعرف القارئ أن كل ما حدث في عام 2010 بمصر كان يفرش الطريق ويمهده لموقعة الجحش. «أسامة غريب» كاتب صحفي وروائي، درس الإعلام في جامعة القاهرة، اشتهر بالكتابة الساخرة وأدب الرحلات، لقي كتابه الأول «مصر ليست أمي.. دي مرات أبويا» حفاوة كبيرة من القراء، وطُبع ست عشرة طبعة.. يكتب عمودا يوميا في جريدة «التحرير»، وفي عدد آخر من الجرائد المصرية والعربية، تقوم كتابته على المزج بين النقد السياسي، وأدب الرحلات، والسخرية.