تفاصيل اجتماع البارونة أشتون مع الرئيس منصور كشفتها مؤسسة الرئاسة على لسان متحدثها الرسمى السفير إيهاب بدوى، الذى أوضح أن الرئيس حرص على أن ينقل لأشتون تطلع الشعب المصرى لأن يكون لزياراتها المتكررة إلى مصر انعكاسات إيجابية على علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبى، لا سيما أن هذه الزيارات تقترن بتقدم عملى وحقيقى على صعيد تنفيذ خارطة المستقبل، فضلا عما تتيحه من إمكانية للتعرف على الصورة الحقيقية والصحيحة لتطورات الأوضاع فى مصر. وربما كانت هذه الرساله تحمل دلالات واسعة أهمها أن المصريين صبروا كثيرا وأفسحوا المجال لأوروبا لتقترب من تحركهم نحو بناء دولتهم، ولا يجب تجاهل واختصار ذلك فى محاولات لفرض إملاءات دون النظر إلى ما يتوقعه المصريون من زيارات أشتون المتكررة. منصور التقى أشتون يرافقها السفير جيمس موران، رئيس وفد الاتحاد الأوروبى بالقاهرة، والسيد كريستيان برجر، مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالاتحاد الأوروبى، والسيد كولين سيسيلونا، رئيس ديوان البارونة أشتون، وبحضور السيد نبيل فهمى، وزير الخارجية. ومن جانبها، أكدت البارونة أشتون حرص الاتحاد الأوروبى على علاقاته مع مصر، أهم وأكبر دول المنطقة، معربة عن تطلعهم لاستكمال مصر لخارطة مستقبلها، فى إشارة إلى الانعقاد المقبل للانتخابات الرئاسية، التى ستمثل لمصر بداية حقبة جديدة. اللافت أن الرئيس بعث رسائل مباشرة على محاولات التدخل الأوروبى تحت مزاعم العمل الأهلى وحقوق الإنسان والتدخل فى القضاء، ووفقا للمتحدث الرئاسى فقد أكد الرئيس حرص مصر على علاقاتها بالاتحاد الأوروبى، وعلى قيام تلك العلاقات على أسس من الاحترام المتبادل والشفافية وتحقيق المنفعة المتبادلة، والابتعاد عن أى مواقف أحادية الجانب، مشيرا إلى اهتمام مصر بتفعيل دور المجتمع المدنى المصرى، وإن أوضح أن دعم منظمات المجتمع المدنى غير المسجلة، يعد، بموجب القانون المصرى، مخالفة قانونية تستوجب المساءلة القضائية. واِرتباطا بالانتخابات الرئاسية، عبر الرئيس عن حرص الدولة المصرية على أن تُجرى كل الاستحقاقات المقبلة، وأولها الانتخابات الرئاسية، فى مناخ تسوده النزاهة والشفافية والعدالة، ومن ثم تم توجيه الدعوة إلى عديد من الجهات الدولية لمتابعة سير العملية الانتخابية المقبلة، ومن بينها الاتحاد الأوروبى، حيث عبرت البارونة أشتون عن ترحيب الاتحاد الأوروبى بالدعوة، مشيرة إلى أنهم اختاروا مجموعة من أفضل العناصر من ذوى الخبرة لهذه المهمة. وأشار الرئيس إلى أن بعثة الاتحاد الأوروبى مرحبٌ بها فى مصر لمتابعة انتخابات رئاسية قائلا: «نثق بأنها ستكون الأكثر نزاهة وشفافية فى تاريخنا المعاصر، وذلك فور توقيع الاتفاق المنظم لعمل بعثة الاتحاد الأوروبى لمتابعة الانتخابات الرئاسية المقبلة مع الجهات المعنية المصرية». وبينما أكدت أشتون أن الاتحاد الأوروبى سيقف إلى جوار مصر فى محاربة الإرهاب، معربة عن تعازيها لرجال القوات المسلحة والشرطة، الذين يسقطون نتيجة لعمليات إرهابية جبانة، ومعبرة عن إدراكها صعوبات وتحديات تلك المواجهة شدد الرئيس على أهمية أن تأتى إدانة الإرهاب واضحة جلية، مشيرا إلى أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى للتصدى لهذه الظاهرة، والبدء فى حوار فاعل حول سبل التعاون عمليا لمواجهتها. لا يبدو أن البارونة كاثرين آشتون تلقى بالًا كثيرًا لما يثار حول زيارتها الحالية لمصر من شكوك أو عدم ترحيب بسبب مواقفها السابقة المعادية لإرادة الشعب المصرى عندما ثار ليطيح بنظام حكم الإخوان فى 30 يونيو 2013، لكنها تأتى القاهرة من جديد تحمل أجندة خاصة لمصالح مجموعة من الدول التى تمثلها، وهى دول الاتحاد الأوروبى وارتباطها بالشأن المصرى من هذه الناحية. الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الأوروبى، كاثرين آشتون، وصلت إلى القاهرة أول من أمس الأربعاء، فى زيارة تستغرق يومين، حمّلتها عدة مقابلات مكثفة مع رئيس الوزراء إبراهيم محلب ومسؤولى الخارجية والرموز السياسية ومع رأس الدولة الرئيس عدلى منصور، ومرشحى الرئاسة المشير عبد الفتاح السيسى وحمدين صباحى. المعلن دبلوماسيا عن سبب الزيارة الغامضة هو متابعة سير عملية الانتخابات الرئاسية، والتأكيد على ضرورة الشفافية وحياد المؤسسات الحكومية فى التعامل مع العملية الانتخابية وعدم التدخل فيها أو الانحياز لصالح أحد المرشحين، لضمان تنفيذ خريطة الطريق فى إطار العملية الديمقراطية الشاملة. وهذه الصياغة فى حد ذاتها تحمل المثير من الدلالات التى تؤيد عدم الترحيب بالبارونة واستدعاء مواقفها المنحازة ضد المصريين، والتى لا يزالون يذكرون لها تدخلها الفج فى الشأن المصرى عندما اشترطت لزيارة القاهرة أن تفتح لها أبواب السجون لتلتقى برموز جماعة الإخوان الإرهابية، فى ما زعمت أنه مبادرة وجهود للوساطة لحلحلة الأزمة التى حاول الإخوان فرضها على المشهد المصرى باعتصامات مسلحة فى قلب العاصمة وعمليات عنف تجاهلتها آشتون وركزت فقط على الخضوع لإرهاب الإخوان والتفاوض معهم، بينما باركت تعليق دول أوروبا مساعداتها لمصر. آشتون تمثل المجتمع الدولى والدول الأوروبية والذين يريدون معرفة ما يحدث فى مصر وما المستقبل، لكن الوضع اختلف تمامًا حتى وإن تحفظت أوروبا فى إعلان أن ما حدث فى مصر ثورة شعبية حقيقية، لكن الغرب لا يسعى إلا لتحقيق مصالحه. ومن ثم فلن تتوانى آشتون عن نقل رسائل تخوفات كما تحب أن تصوغها لابتزاز النظام الحالى والقادم عن حقوق الإنسان وحياد الحكومة فى الانتخابات القادمة وربما أيضا لن تتحرج فى التحدث عن دعم النظام للمشير السيسى فى رسالة ابتزاز جديدة. قبل وصولها بأيام استبق سفير الاتحاد الأوروبى فى القاهرة جيمس موران الزيارة بتصريحات موسعة أراد أن يعطيها طابع «الالتزام بدعم مصر»، لكنه أيضا مرر رسائل عن عدم نية أوروبا مراجعة أوضاع تنظيم الإخوان وتصنيفه إرهابيًّا حتى مع ما أعلنته حكومة المملكة المتحدة واعتبره إجراءً منفصلًا عن الاتحاد الأوروبى. آشتون التقت السيسى ثلاث مرات بعد ثورة يونيو، اثنتان عقب الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسى وكانت تضع ساقًا فوق ساق وهى تملى شروطها على النظام وتدعو للإفراج عن الرئيس المحتجز على ذمة تحقيقات قضائية، وبالفعل فُتحت لها أبواب السجون لتلتقى خيرت الشاطر وسعد الكتاتنى بوساطة نائب الرئيس د.محمد البرادعى الذى استقال فى نفس يوم فض اعتصام رابعة المسلح. أما المرة الثالثة فكانت فى أكتوبر الماضى عندما جاءت بأجندة مختلفة تعرض من جديد استئناف الدور الأروربى بعد أن تسارعت وتيرة التقارب المصرى الروسى.