يبدو أن الرهان على بدء الإمتحانات الأسبوع المقبل كان رهانا خاسرا لمن راهنوا عليه لوقف تصاعد حركة الاحتجاجات الجامعية المطالبة برحيل المجلس العسكري عن السلطة، والقصاص العاجل لشهداء أحداث مجلس الوزراء؛ حيث تصاعدت حدة الاحتجاجات الطلابية أمس بجامعات القاهرة وعين شمس. وإنضم العشرات من أساتذة الجامعات لمسيرة جامعة القاهرة المتجهة إلى التحرير؛ للمطالبة بالإفراج الفورى عن «هند نافع بدوى» -معيدة كلية تربية جامعة بنها- المحتجزة على خلفية الأحداث، وفتح تحقيق معلن ومستقل لمعرفة أسباب احتجازها والمسئول عن إصابتها بكسور فى الجمجمة والقدم واليد مساء السبت. وقال الدكتور هانى الحسينى -عضو مجموعة 9مارس- أن أسرة بدوي لم تتمكن حتى الآن من معرفة مصير ابنتها رغم دخولها مستشفى القبة العسكرى مصابة من جراء العنف الذي استخدمته الشرطة العسكرية في الأحداث، بينما أكد الدكتور خالد سمير -ممثل حركة استقلال جامعة عين شمس- أن مصادر طبية أكدت أن المعيدة تم احتجازها على ذمة القضية؛ بسبب رفضها دخول المشير حجرتها بالمستشفى وهتافها ضده. هذا ورفض العشرات من طلاب جامعة القاهرة المحتجين الإنضمام للمسيرة الطلابية المتجهة للتحرير مقررين الدخول في اعتصام مفتوح بساحة الجامعة؛ تأييدا لمطالب معتصمي التحرير، واحتجاجا على قيام جامعة القاهرة بتنظيم حفل العيد السنوي للجامعة بالرغم من الأحداث. ورغم تأكيد الدكتورة هبة نصار للطلاب أن الجامعة قامت بإلغاء الاحتفالات الفنية واكتفت بندوات ثقافية إلا أن ذلك لم يكن مقنعا للطلاب الذين رددوا «عين شمس بتعمل وقفة.. وحسام كامل عامل حفلة»، في إشارة إلى مشاركة إدارة جامعة عين شمس بالكامل في المسيرات التي شهدتها الجامعة الأيام الماضية. وفي سياق متصل، ألقت حمى ميدان التحرير بظلالها لليوم الثالث على التوالي في جامعة عين شمس، حيث تظاهر الآلاف من طلاب الجامعة احتجاجا على مقتل زملائهم من طلاب الجامعة واستخدام المجلس العسكري العنف المفرط ضد المتظاهرين في أحداث مجلس الوزراء وشارع القصر العيني. وبدأت التظاهرة تحركها من أمام قصر الزعفران بالجامعة، وانضمت إليها تظاهرة أخرى قادمة من كليتي الطب والهندسة؛ للتنديد بانتهاكات المجلس العسكري، وقيامه بالإعتداء على مواطنيين عزل وسحل وهتك عرض الفتيات، والمطالبة بالقصاص لدماء الشهداء، وتسليم المجلس العسكري السلطة للمدنيين في أول يناير، ورفض المتظاهرين الطريقة التى يسير عليها المجلس العسكرى في إدارة البلاد، متهمينه بإنه يسير على نهج النظام السابق بقمع الحريات وخرس الألسنة مرددين هتافات منها «حكم العسكر زى الفل.. حط الجزمة فى بق الكل»، و«يا مشير صبرك صبرك.. بكرة الشعب هيحفر قبرك»، كما رفعوا لافتات كتب عليها «يا مشير يا بشار.. بكفياك ضرب نار». هذا وردد المتظاهريين «عسكر عسكر يا أوباش.. لحم بلدنا ميتعراش» ، و«لاحربية ولا داخلية.. هنقضيها لجان شعبية»، وخرجت المسيرة من الجامعة متجهة إلى مقر وزارة الدفاع، إلا أن الشرطة العسكرية وقوات الجيش قامت بعمل كردون أمني من الأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية وسيارات مصفحة أمام الطريق المؤدي لوزارة الدفاع؛ لمنع المتظاهرين من العبور إليها، كما قام بعض المواطنيين بمحاولة تهدئة الطلاب ومنعهم من الإقتراب من الكردون الأمنى لكى لا يتطور الموقف وتحدث اشتباكات بين الجانبين، الأمر الذي قابله الشباب بإفتراش الأرض أمام الكردون الأمنى وقاموا بمنع زملائهم من استفزاز الشرطة العسكرية، كما قام المتظاهرين بأداء صلاة العصر أمام الكردون الأمني، داعيين لزملائهم الشهداء بالرحمة والمغفرة.