أمس تم الاستفتاء على التعديلات الدستورية وما شاهدته فى ذلك اليوم كان صورة جميلة جسدت الديمقراطية فى اروع صورها التى لم نعهدها يوما من قبل ,فالبرغم من طول الطابور الا ان لا احد حاول ان يأخذ مكان غيره او يسبقه وبالرغم الزحام لم اجد تكالب او شجار فالجميع فى الطابور الطويل, رغم اختلافاته جمعتهم النقاشات بتحضر ودون اى تعصب ,سمعت كثيرون يقولون انهم سيصوتون بنعم وعدد مساوى تقريبا جاء ليصوت بلا ولم يفرض اى من الفريقين وجهة نظره ولم ارى محاولة واحدة من اى تيار او شخص يفعل هذا,اذن ما المشكلة ,فى الواقع المشكلة الكبيرة لم تكن فى الطابور المشرف الذى تشرفت بالوقوف فيه وسط ابناء بلدى يجمعنا حب مصر ولم يفرقنا الاختلاف فى الرأى,المشكلة كانت على الصفحات الالكترونية التى شكك بعضها فى الاستفتاء واستشهد بفيديوهات يعود تاريخها لسنين مضت تصور حالات تزوير ونسبوها الى ارقى استفتاء ديمقراطى شهدناه ,وصفحات اخرى تتهم من قال نعم بقلة الوعى والثقافة او الانتماء لتيار دينى وهذا عكس ما رأيته فأنا رأيت من لا ينتمون لاى تيار سياسى او دينى وعلى قدر عالى من الثقافة يصوتون بنعم واخرين بنفس المواصفات صوتوا بلا حتى انى سيدة كانت تتناقش معى فى انها ستصوت بلا وزوجها سيصوت بنعم وعندما ضحكت قالت لى ,ان ابنتها الصغيرة سألتها ليه يا مما هتقولى لاء وايضا سألت والدها ليه باب هتقول نعم وان كل منهم شرح لها اسبابه بطريقة تفهما , وحينها قلت للسيدة ان الديقراطية اجمل اتفاق حتى لو كان ظاهرها اختلاف فجوهرها اتفاق وبعدها من شدة الحرارة فقدت ,فتاه وعيها و حاول كل الحضور المساعدة وساعدتها طبيبتان احداهما اخوان والثانية مسيحية والبنت كانت مسلمة دون حجاب وبعد ان افاقت, تحدثنا جميعا وقالت سيده كبيرة لا احد يعلم هلى هىت مسلمة او مسيحية لكنها وبغير سؤال مصرية قالت لنا انكل ما على ارض مصر يتمصر ,وان مصر عاش على ارضها جميع اليانات والجنسيات ومصرتهم لهذا نحن نسيج واحد مسلم ومسيحى فنحن جميعا دوبنا فيها لنوكن نسيج واحد اسمه مصرى وقتها ,قلت الله عليكى يا مصر المسلم والمسيحى ,الاخوانى والعلمانى ,الليبرالى واليسارى ,الاشتراكى , كلنا مصر وبنحب مصر واختلافنا رحمة وسنة الحياة والديقراطية نسمع بعض ونحترم الرأى والرأى الأخر ,وافتكرت ان الروح ديه كانت روح ميدان التحرير واللى كانت من اهم عوامل نجاح الثورة , واكثر ما تعجبت له ان البعض اتهم الاخوان بمهاجمة البرادعى ونسوا او تناسوا ان البرادعى والاخوان على علاقة طيبه وانهم معه من بداية دعوته ,وتناسوا ايضا ان عدو البرادعى الوحيد هو الحزب الوطنى الذى يجهز احمد شفيق للترشح لرئاسة مصر ,نسوا العدو الاصلى واعتقدوا ان تفتتيت نسيج مصر الواحد هو الحل رغم انه ضار للكل ولمصر قبل الكل وانه لا يعود بأى نفع على اى طيف سياسى او دينى , غير الحزب الوطنى فهل نسينا تاريخ هذا الحزب الثرى بالبلطجة , اما اكثر ما احزننى ما رأيته من تدنى اخلاقى ممن رشقوا سيارة البرادعى بالحجارة ورشقوه بزجاجات المياه ,فإلى هذا الحد وصل مستوى الانهيار السلوكى لدى بعض المصريين حتى يتعاملوا مع بعضهم بتلك الطريقة التى اعتقدت انها انتهت بعد نجاح ثورة 25 يناير ,فاذ بى افاجىء ان الثورة غيرت سياسيا لكنها لم تغير سلوكيات ولكى تغير سلوكيات فتحتاج لاجراءات منها قوانين مشدده لمن يتعدى على الاخر ويروعه دون وجه حق والاهم من القانون لانه بالاساس موجود سرعة تطبيقة ليكون رادع فعلى ,لكل من تسول له نفسه التعدى على اى مواطن وتزامنا مع هذا يتم تجهيز برامج وانشاء مؤسسات هدفها الارتقاء بفكر وسلوك المواطن المصرى بجميع مستوياته واطيافه ونشر قيمنا الجميلة التى اندسرت بفعل الفساد.