حل أشرف عبد الغفور نقيباً للمهن التمثيلية بعد معركة انتخابية غير متكافئة من جانب واحد.. ورحل أشرف زكي خاسراً إلي دروبه ومشاريعه الفنية والتجارية الخاصة.. والفرق بين أشرف عبد الغفور وأشرف زكي بسيط يكاد يكون لا يذكر.. الأول جاء بجموع أصوات الجمعية العمومية.. أما الثاني فجاء عن طريق "التعيين الانتخابي" المعروف عن النظام السابق.. الأول يمتلك من التاريخ والكياسة ما يؤهله لإجادة دور النقيب.. أما الثاني فيمتلك علاقات وطيده برءوس نظام ذهب بلا رجعة حصل من خلالها علي منصب نقيب المهن التمثيلية ثم مستشار وزير الإعلام لشئون الدراما.. في خطوة اعتبرها البعض أولية لتعيينه فيما بعد رئيساً لمدينة الإنتاج الإعلامي أو رئيساً لشركة النيل التي كان من المفترض أن تحل محل مدينة الإنتاج في خطط أنس الفقي ما قبل ثورة يناير.. لتكون تلك الحزمة من المناصب تمهيداً لطيفاً وظريفاً وطبيعياً لترشيحه بعد ذلك وزيراً للثقافة بدلاً من فاروق حسني في أي تعديل وزاري يراد منه تطعيم الحكومة بوجوه جديدة لكنها من رحم النظام.. أشرف عبد الغفور لم نر منه شيئاً حتي الآن لحداثة منصبه.. وأشرف زكي لم نر منه شيئاً أيضاً لكنه نقيب سابق لدورتين متتاليتين.. ولذلك فإن المقارنة بالفعل لا تذكر. لكن هذا لا يمنع أن هناك أشياء اشترك فيها الأشرفان.. مثل أن ريهام كريمة الأول تعمل ممثلة.. أي أن والدها هو النقيب الحالي الذي يمتهن التمثيل.. وروجينا قرينة الثاني تعمل أيضاً ممثلة.. وهو ما يعني أن زوجها كان النقيب السابق الذي يمتهن التمثيل أيضاً. أما نقطة الاشتراك اللطيفة بينهما رغم عدم أهميتها هي أن كلاً من روجينا وريهام تبدأ أسمائهما بحرف الراء. وبنظرة أعم سنجد أن ما سبق وضع كل من عبد الغفور وزكي كطرفين أساسيين في مربع أرسطو واحد.. انتهت نتيجته إلي أن النقيب السابق والحالي اللذين يمتهنان التمثيل يمتان بصلة قرابة من الدرجة الأولي بإحدي عضوات النقابة.. وهي الثغرة التي استغلها البعض في وقت سابق للتودد والتقرب ل أشرف زكي وزوجته بترشيحهما لأعمال فنية.. وهو ما سيحدث مرة أخري هذه الأيام للتقرب من النقيب الحالي وابنته.. وإذا كان المثل الشعبي يقول "يابخت من كان النقيب خاله".. فما بالنا ونحن نتحدث هنا عن "من كان النقيب والده".. وهو ما سيجعل المتسلقين المنتفعين الذين يجيدون لعبة "السلم والثعبان" لاستخدام تلك القرابة لترشيح النقيب وابنته لعدد كبير من الأعمال.. بل وقد يجعلوا من ريهام تحديداً نجمة وبطلة عام2012 تودداً لوالدها.. خاصة أنها تمتلك من الموهبة ما يؤهلها لأن تصبح نجمة بالفعل دون دعم.. لكن وكما يقال "زيادة الخير خيرين".. فقد سبق وتكرر الموقف نفسه من قبل مع روجينا وأشرف زكي وظهر ذلك جلياً في الأدوار التي اسندت إلي الأخير تحديداً والتي لم يترك بصمة واحدة فيها.. وعلي أشرف عبد الغفور وريهام أن يستوعبا أن هذه السطور ليست دعوة لاعتزالهما الفن أو رفض الأعمال التي سيترشحان لها بكثرة الفترة القادمة طوال مدة رئاسة عبد الغفور للنقابة مثلاً.. بل الأفضل أن يتعاملا مع ما سبق باعتباره ثغرة مطلوب من النقيب الحالي تلاشيها عن طريق تقديم مسودة مشروع قانون إلي الجمعية العمومية لإضافة بنود جديدة لشروط انتخابات النقابة.. منها مثلاً علي سبيل المثال لا الحصر.. أن يمتنع النقيب عن الاشتراك في أي عمل فني طوال مدة خدمته كنقيب علي أن تعتبر مدة رئاسته للنقابة خدمة تطوعية بأجر مناسب لهذا المنصب.. وأن يمتنع عضو النقابة عن الترشح لمنصب النقيب إذا تصادف وجود صلة قرابة من الدرجة الأولي بينه وأحد الأعضاء.. ولعل خروج المخرج محمد فاضل من سباق انتخابات المهن السينمائية لامتلاكه شركة انتاج لهو نموذج جيد لمبدأ الشفافية ودرء الشبهات مع اختلاف المضمون.. وسنترك للسنوات الأربع القادمة الإجابة عن السؤال الصعب.. هل