· لا يحق لمصري تخوين أخيه المصري وأرجو من المجلس العسكري الاهتمام بقضية الجزار · من الجميل والعجيب في فهم ابن تيمية أنه قال إن تعلم الصناعات من الأعمال الصالحات لا يحق لمصري مهما كان انتماؤه أن ينظر نظرة شك أوتخوين إلي أخيه المصري مالم تثبت إدانته أمام قضاء مستقل، وليس حتي أمام قضاء عسكري أومحاكم استثنائيه للأسباب المعروفة سلفا ًعن مثل هذه المحاكم والظروف التي تتم فيها المحاكمات. أقول هذا الكلام حتي نؤكد الثقة التي يجب أن تسود بين أبناء المجتمع المصري المسلم منهم والمسيحي، الاسلامي منهم والليبرالي، اليساري منهم والنصراني، الوطني منهم والقومي، فالكل سواء أمام القانون والكل مخلص في حب مصر، ولكن أحيانا ًمن خلال رؤية جزئية -أفقيا ورأسيا - قد لا تضع مصر أولا. وهذه النظرة الجزئية تضخم الجزئيات وتقزم الكليات، وتهول من الأشياء والتحديات الصغيره أو الجزئية وتهون من التحديات والاشياء الكلية. وهذه النظرة مخالفة تمام المخالفة لأسس التفكير الاستراتيجي الذي يقدر الواقع بدقة ويشخص المرض تشخيصا سليما حتي يصف العلاج الناجح لهذا المرض أوذاك. ولا أعرف أحدا يملك في يديه مفاتيح الجنة أو النار. ولكنهم بالعمل جميعا - في إطار من الثقة الكاملة - يستطيعون امتلاك مفاتيح القوة في الدنيا ويستجلبون الرحمة والعدل في الآخرة، فالحديث العظيم للرسول الأكرم صلي الله عليه وسلم يدفعنا إلي امتلاك تلك المفاتيح، مفاتيح القوة حيث يقول: "إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة، صانعه يحتسب في صنعته الخير، وراميه، والممد له". فإذا تأمل القارئ هذا النص العظيم يجد أن الصناعة من أبواب الخير العظيم، ومن مفاتيح الجنة فضلا عن التقدم والنماء، وينبغي علينا جميعا أن نفرح بهذا النص الواضح العظيم وذلك للفارق الكبير والشرط الواضح في إطارالتقدم في الصناعة وامتلاك القوة.الفرق الكبير في فلسفة الصناعة بيننا وبين الغرب المادي الظالم بقوته وصناعته. انظر أيها القارئ الي قول الرسول صلي الله عليه وسلم "صانعه يحتسب في صنعته الخير " هذا النص يدفعنا جميعا الي ضرورة صناعة القوة، ولكننا عندما نصنع أونخترع هذه القوة نحسب في صناعتها الخير للنفس وللآخرين، فالصانع أيا كانت صناعته في الطب أو الزراعة او التغذية أو التقنية أوغيرها، يصنع ويتقدم وهو يمتلك نية حضارية إذ يريد بصناعته الخير له وللبشرية جميعا. فالصانع الحضاري لا يستغل ولا يهدم بصناعته، بل يستخدم هذا التقدم للبناء طبعا. هذا النص يوضح لنا أيضا مدي الخسارة الكبيرة التي يتعرض لها العالم كله بسبب إهمال مثل هذه النصوص، فنحن نستورد كثيرا لاننا لا نصنع، ونحن نحتاج الي عملة صعبة حتي نستورد، ونستسهل الدخل من السياحة لأنها أسهل من الصناعة، وإن كانت صناعة السياحة أيضا صناعة عظيمة بضوابطها ولا تغني عن الصناعة الأخري. رأيت ماكينات كثيرة مستوردة في مصر حتي علي ابواب المطارات وداخل المحلات التجارية الكبيرة ومواقف السيارات ومنافذ المرور علي الطرق السريعة، وتعجبت لماذا نستورد مثل هذه الماكينات البسيطة ونحن نستطيع أن ننتج أكثر منها تعقيدا وتقدما ً. هذا مثال بسيط واضح لكل ذي عينين. وقس علي ذلك أيها القارئ الكريم الكثير من الماكينات والآلات التي نراها في المستشفيات والطرق بل و المصانع. فكرت في هذا الأمر وعلاقته بالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبرامج الاستثماروتقدم الغرب، وتساءلت بيني وبين نفسي أين الهيئة العربية للتصنيع ؟ وأين دفنت طموحات الأمة وآمالها؟! من هنا تتضح ضرورة العودة الي النص العظيم "صانعه يحتسب في صنعته الخير " الفرق واضح بين صناعتنا عندما نصنع حتي الصناعات الحربية، وبين غيرنا عندما يصنع. نحن بسبب القيم والحضارة نصنع ونتمني أن نستخدم الصناعات في الخير دون استغلال أو احتلال، وغيرنا يصنع ليستغل وليحتل، والمثال واضح تماما في كل الحروب العالمية والاقليمة والمحلية. ومثال أفغانستان والعراق وفلسطين مثال صارخ واضح لالبس فيه. ولذلك فإن من أعظم ماقام به أهل المقاومة العظيمة في فلسطين، فضلا عن صمود الرجال والنساءوالأطفال ، هو صناعة الصواريخ التي قيل عنها، من المنهزمين والفاسدين والعملاء، إنها عبثية، وقامت إسرائيل بتدمير حتي ورش الحدادة والكهرباء والميكانيكا في غزة بسبب تلك الصواريخ العبثية حتي لا تشهد مزيدا من التطوير والتقدم. وهنا أهل فلسطين يحتسبون في صناعة تلك الآلات الخير، لهم وللأمة، فهم يصنعون ليحرروا أنفسهم من الاحتلال وهذا من أعظم وجوه الخير. تساءلت لو أن أهل فلسطين هؤلاء لم يكونوا تحت الحصار لمدة عشرسنوات فقط فماذا كانوا سيفعلون وخصوصاً لو انهم وجدوا المواد الخام اللازمة للصناعات المدنية والعسكرية، ولكنهم بدلا من ذلك حوصروا من مصر الأخت الكبري للعالم العربي والتي رعت قضية فلسطين منذ نشأتها وضحت من أجلها بالغالي والنفيس، ثم خرجت من هذا الخط العظيم وخصوصا بعد كامب ديفيد المشؤومة، ووصل الامر إلي بيع الغاز لهم بسعر التراب، وحصار أهل غزة وتلفيق التهم لحماس وحزب الله في إطار استعباد الكيان الصهيوني لحكام العرب، وفي مقدمتهم نظام الكنز الاستراتيجي البائد لإسرائيل. تساءلت أيضا ً في إطار هذا النص العظيم أين أهل الحركات الاسلامية والفهم الشامل من هذه النصوص التي تنهض بها الأمة جنبا ً الي جنب مع السياسة والبرلمان والانتخابات وما ينفق عليها من جهد وأموال طائلة. ولقد وجدت كذلك فرقا ً هائلا ً بين فهم أهل السلف ومنهم الأمام العظيم ابن تيمية، وبين شكلية فهم كثير ممن ينسبون انفسهم الي السلف والسلفية دون تسلف حقيقي. أقول هذا الكلام سائلاً كل من ينسب نفسه الي السلف الصالح ألا يغضب وأن يسعي للخروج من الشكلية الي الجوهر والمضمون العظيم، وفق ماقاله الامام ابن تيمية في فتاواه بشأن الصناعات وخصوصا الصناعات والعلوم العسكرية. ومن الجميل والعجيب في فهم ابن تيمية قوله عن الصناعات "وتعلم هذه الصناعات هو من الأعمال الصالحة لمن يبتغي بذلك وجه الله عزوجل، فمن علم غيره ذلك كان شريكه في كل جهاد يجاهد به، لاينقص أحدهما من الآخر شيئاً كالذي يقرأالقرآن ويعلم العلم " . وهكذا يزاوج ابن تيمية بين المختصين بالصناعات والعلوم العسكرية وبين المختصين بعلوم القرآن والقراء. ثم يقول ابن تيمية في فتاواه العظيمة عن الصناعات والمهن: "فما كان مفقودا في المجتمع صار اجباريا وفرض عين، فإذا وجد الي الحد الذي يكفي الناس صار اختياراً ، وأفضل الصناعات هي الصناعات الحربية لأنها وسيلة الجهاد وعدته" أنظر الفتاوي المجلد 28.وكأن إبن تيمية من التاريخ البعيد ينظر إلينا هنا، يسألنا كيف نفكر في جهاد أوحرب بأدوات مستوردة؟ بيان ومناشدة إلي رئيس وأعضاء المجلس العسكري في مصر/المحترمين إلي رجال الأمن بمؤسساته المتعددة/ المحترمين إلي الأخوة والأخوات الأعزاء من أهل الإعلام في مصر - حفظهم الله تعالي ورعاهم.. السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركاته وبعد،،، فأرجو منكم جميعاً متابعة قضية الأخ الأستاذ عادل الجزار - الذي عاد إلي مصر يوم الاثنين 13/6/2011 بعد الثورة العظيمة آمناً مطمئناً محباً لبلده. وقد تعرض عادل الجزار للظلم الكبير علي أيدي مجرمي هذا العصر في جوانتانامو. فهل بعد الثورة العظيمة أيضاً يلحق به ظلم في بلده الجديد العزيز مصر؟ وهل مصر للمصريين أقل من السودان للسودانيين التي استقبلت سامي الحاج بالأحضان والورود واعتبرته بطلاً قومياً، وخصصت له الجزيرة عدة برامج لشرح معاناته وأوضاعه في جوانتانامو؟ أنا لست ضد سؤال أي مصري كان في جوانتانامو أو غيرها عن ظروف معيشته خارج مصر واعتقاله وتعذيبه؟ ولكن ذلك الأمر يجب أن يتم في إطار احترام حقوق الإنسان، وتقدير إخلاص هذا الشباب المصري الذي ذهب لمساعدة الشعب في أفغانستان وباكستان بتعليم القرآن واللغة العربية وبالإغاثة أولاً وأخيراً. وهذا الشاب عادل الجزار كما أعرف يقيناً لم ينضم إلي أي تنظيمات إرهابية، كما تزعم أمريكا، بل كانوا في أفغانستان، وقد عاصرتهم، لمساعدة الأفغان والوقوف إلي جانبهم في محنتهم واحتلالهم، سواء من السوفييت أو الأمريكان. هؤلاء الشباب العائدون من أفغانستان وجوانتانامو يجب أن يجدوا التقدير الكامل بل وإطلاق أسمائهم علي بعض الشوارع ذات الأسماء الشاذة والقبيحة في مصر التي تحمل أسماء بعض الفاسدين والمجرمين، ويجب إطلاق أسمائهم علي بعض المدارس والمستشفيات والمؤسسات الأخري وخصوصاً في قراهم، وغير ذلك من البلاد تقديراً لجهودهم وحبهم لأمتهم وتضحياتهم. وفي مقدمة هؤلاء جميعاً الأخ الكريم الأستاذ عادل الجزار الذي عاد مبتور الساق إلي بلده، وهو يوقن كل اليقين مثلما نوقن نحن، أن مصر تمر بمرحلة جديدة وأن أبناءها المخلصين يجب أن يكرموا ولا تلحق بهم أدني إهانة هل يعقل اعتقال الجزار بعد أن اعتقلته أمريكا (8) سنوات بلا أدني ذنب وأفرجت عنه دون أدني عقاب وهي تعلم أنها أخطأت في ذلك. كما أرجو أن ينهض المعنيون في مصر والعالم العربي والإسلامي بإدانة أمريكا وطلب