من مبادرة وقف العنف.. إلي المراجعات الفكرية .. ومن التشكيك في المراجعات إلي الخلافات الداخلية .. تحتل الجماعة الإسلامية مساحة واسعة من الجدل في كل الأوساط ويقف قادتها ومنظروها في مرمي سهام التساؤلات التي تبحث دوما عن إجابات قاطعة للوقوف عند خبايا مفاجآتهم المتكررة التي تتحول في كل الأحيان إلي مادة دسمة في وسائل الإعلام المقروءة والمرئية، يتباري فيها جهابذ التنظير ومدعي العلم ببواطن الأمور. فهل هم جادون في تلك المراجعات؟ أم أنها محاولات لوضع المساحيق علي صورتهم وإقناع الدولة بحسن نواياهم.. هل هي مجرد هدنة وتكتيك بغرض ممارسة أكبر قدر من حرية الحركة، أم أن ذلك تراجع حقيقي عن معتقداتهم الفكرية؟! ناجح إبراهيم عبدالله منظر الجماعة، وأحد أبرز قادتها اعترف بأن كامب ديفيد كانت ضرورة في إطار لعبة السياسية وأنها الممكن المتاح وقتها أمام الرئيس السادات!، والغريب في هذا الاعتراف أن جزءا أصيلا في فلسفة الجماعة قام علي الاعتراض علي الاتفاقية وهو الاعتراض الذي قاد إلي إهدار دم السادات، وهنا نرجع إلي اعتراف الجماعة منذ 4 سنوات - في موسم وصف بموسم الاعتذارات - بأن السادات «شهيد» وهللت وسائل الإعلام لصدور هذه الشهادة من قادة الجماعة.. وكأنها صك غفران يمنحونه وقتما شاءوا ولمن شاءوا.. ولم يلتفت أحد إلي أن مراجعات قادة ومنظري الجماعة الإسلامية جاءت في كل مراحلها منقوصة واكتفي الجميع بالتهليل لبيانات الجماعة، فرغم اعترافهم بأن السادات شهيد لم يعلنوا موقفهم من قاتله خالد الإسلامبولي، الذي مازالوا يعتبرونه شهيدا أيضا!! فبعد الإعلان عن أن السادات شهيد كان يجب لكي لا تكون المراجعات منقوصة أن يعيدوا تقدير موقفهم من الإسلامبولي هل هو قاتل.. أم شهيد أيضا؟! الجماعة ومنظروها وقادتها المشغولون الآن بتسليم القيادة لأحد الأقطاب البارزين بعد دخول أمير الجماعة كرم زهدي في مرحلة مرضية حرجة مطالبون بتحديد موقفهم من الإسلامبولي حتي نستطيع الاقتناع بأن هذه المبادرات ليست منقوصة وليست لتحسين صورتهم.. الغريب أن الدولة وأجهزتها المختلفة التي تعلن ارتياحها لتلك المراجعات لم تضع في حساباتها أثناء الحوارات التي تجري في الغرف المغلقة هذه الجزئية.. فهل يعلن قادة الجماعة موقفهم من خالد الإسلامبولي؟ مجرد تساؤل!