هي ظاهرة عمرها من عمر الصحافة الحديثة، الجدل حول حدود الحياة الخاصة للنجوم، وأين تحديدا يتوقف التطفل الصحفي علي تفاصيل اللحظات الخاصة، لم يمت الجدل بشأن الظاهرة أبدا، هذا العام تجدد في مناسبات عديدة، كان أبطالها نجوم من مجالات مختلفة، وأعمار متفاوتة، لم يتوقف التطفل ولا النهم لأخبارهم، والتهم الجمهور ما بين الجدران العالية للشهرة ما يروي شبقه وفضوله، دون التفكير في العواقب. بعد عام ونصف العام من الحديث المستمر عن انفصال جميلة إسماعيل وأيمن نور أعلن الطلاق رسميا في أكتوبر الماضي، كان خبر الانفصال الأول حديث الساعة، اعتلي واجهة النشرات، والصفحات الأولي، وانشغل الناس بعد الصدمة الأولي عن سبب الهجر ربما إلي الآن، واجتهد البعض في افتراض أسباب عديدة لا تخلو من تلويث للطرفين، دون أن يفكر أحد في كون ما حدث قرار شرعي من حق كل منهما، مثلما من حقهما أيضا أن يظل السبب مجهولا للآخرين. والأسبوع الماضي كان خبر إنجاب محمد زيدان من صديقته الألمانية هو الأعلي قراءة وتعليقا في كل المواقع الإليكترونية، انشغل الناس بشرعية هذا الارتباط، فيما أكد زيدان في تصريحات أن ابنه آدم شرعي، وناتج من علاقة علي سنة الله ورسوله، وكان زيدان عاني قبل ذلك من تطفل مماثل وقت ارتباطه وانفصاله عن مي عز الدين. علي الدرب نفسه كان خبر ارتباط عماد متعب من ملكة جمال مصر السباقة يارا نعوم، انشغل الناس فترة بخبر اصطحابه لها في إحدي مباريات فريقه، واشتباكه مع الزميل حسن عبد الفتاح الذي أراد التقاط صور لهما، وأخيرا انشغل الجمهور بصور خطوبته واشتعال جدل علي صفحات الفيس بوك بسبب ركوعه أمامها في صور الخطوبة. غضب متعب وزيدان ونور من تتبع أخبارهم الخاصة، وبالمثل غضب المطرب أبو الليف من تسريب خبر زواجه بالفنانة علا رامي، نفي الخبر جملة وتفصيلا في البداية، وبعد إشهار جريدة الدستور لتسجيل صوتي يؤكده عاد وأقر به، وبرر تراجعه بأنه كان يريد أن يظل الأمر سرا لفترة معينة حتي لا تحدث مشاكل ، خاصة أن إعلان الزواج تبعه نشر كواليس أرضت فضول القراء، فعرف الجميع أن علا كانت فتاة أحلام أبو الليف أثناء الدراسة، وانفصلا لأنه لم يستطع إكمال مشروع الارتباط لظروف اقتصادية صعبة، أجبرته علي العمل في سوبر ماركت، بل وسائق تاكسي، غضب أبو الليف نعم، لكنه جني تعاطفا غير مسبوق، بل واحتراما لكفاحه أزاح ربما رواسب أغانيه. مع الشيخ القرضاوي كانت المسألة أكثر حدة، تعرض لحملة صحفية شرسة، بعد زواجه من الدكتورة أسماء بن قادة، يكفي عناوين المقالات الجارحة التي تتحدث عن "رجوع الشيخ إلي صباه"، أو "غرام نهاية العمر". تتابع الأخبار كشف عن أسرار عائلية مثيرة منها عداء أبناء الشيخ للزوجة الثانية، ووصول أكثر من رسالة تهديد للزوجة علي مكتبها في الجزيرة، وتحليلات تشكك فيها واتهامها بدفع الشيخ لمواقف صادمة مع جهات عديدة. غضب النجوم من ملاحقة الإعلام وانتهاك حرمة الحياة الخاصة له ما يبرره، لكن قليل من التحليل سيبرئ الصحافة والأسباب عديدة: النجوم أنفسهم هم من يقذفون بتفاصيلهم حياتهم إلي أوراق الصحف وكاميرات الفضائيات، فبعد انفصال أيمن نور وجميلة بساعات كان الإعلام علي علم، ولا تفسير لخروج الخلاف من بين جدران منزل نور للإعلام إلا إذا كان أحدهما أذاع الخبر بنفسه، بل إن نور وزوجته كتب علي صفحته في تويتر، بعد إتمام الطلاق،" صبرا جميلا علي فراق جميلة" علي الجانب الآخر اشتعلت الحملة ضد الشيخ القرضاوي عقب نشره لقصة تعرفه علي زوجته الثانية في صحيفة الوطن القطرية، ثم شرح الزوجة لقصة لقائها بالشيخ تفصيلا في حوار صحفي آخر نشرته الشروق الجزائرية، حفل بأسرار عديدة، منها مثلا أن أبناءه حاربوها بقوة، لأسباب تتعلق بالميراث، وغضبوا بشدة وحاولوا منعه من نشر الجزء الرابع من مذكراته الذي يتحدث فيه عن قصة زواجه بها، قالت الدكتورة أسماء بن قادة أنها حفيدة الأمير عبد القادر الجزائري وابنة لعالم رياضيات معروف، قابلها الرجل في مؤتمر ثم أبدي إعجابه بها، وتكررت رسائله لها، وأهداها كتبه مذيلة بجملة إلي الحبيبة أسماء، ثم كتم حبها في قلبه خمس سنوات قبيل أن يعلن رغبته في الارتباط بها، تخلل تلك السنوات رسائل ملتهبة من بينها،واحدة تقول :" أنت معي في حركاتي وسكناتي وغدواتي وروحاتي، في سفري وفي إقامتي في البيت وفي المكتب، في الجامع وفي الجامعة وحدي ومع الناس، أكلم الناس وأنت معي وأكتب وأنت معي وأخطب وأنت معي وأصلي وأنت معي". هذه التفاصيل الملتهبة فرضت نفسها علي الصحافة ولا سبيل لتجاهلها. الخلافات الزوجية وتفاصيل الارتباط والطلاق يستفيد منها النجوم كأبطال للأخبار أطول فترة ممكنة، ولنتأمل مثلا التوهج الواضح لمصطفي فهمي ورانيا فريد شوقي بعد زواجهما ثم انفصالهما المؤقت قبيل أن تعود المياه لمجاريها، وكيف تضاعفت أخبار زيدان ومي عز الدين معا فترة خطبتهما، ثم أثارت صورته يقبل صديقته في مطار برلين جدلا مضاعفا، وكيف قفز الحضري من صفحات الرياضة إلي صفحات المجتمع مع اشتراكه هو وزوجته في حفلات نجوم المجتمع. هم يلقون بأسرار غرفهم الخاصة علي قارعة الطريق، ويلومون من يقف ليراها.