· السادات نام عليه في الحقيقة.. ويعد تيمة حظ لأي فيلم أو ألبوم شريف نادي يبدو أن هناك حالة غريبة تسيطر علي كل من يذهب إلي هذا المكان، حيث تتحرك بداخله رغبة تدفعه إلي التصوير فيه حتي ولو كان سيكرر نفسه، فبالرغم من أن هذا المكان «كوبري إمبابة» قد تم تصوير أكثر من عمل فيه علي مدار السنوات الماضية، إلا أنه لايزال مادة خصبة للتصوير السينمائي أو الفوتوغرافي، فهو يعد واحداً من أهم الأماكن أو اللوكيشنات عند المخرجين ومصوري الأفيشات والبوسترات. والتي كان آخرها بوستر ألبوم المطرب محمود العسيلي الذي ظهر واقفاً علي الكوبري في لقطة قريبة جداً من أفيش فيلم «تيتو» إلا أن سحر التصوير علي هذا الكوبري جعل العسيلي غير مهتم بوجه التشابه بينهم بقدر اهتمامه بطرح بوستر له وهو علي كوبري إمبابة الذي لم يذهب إليه من قبل ولم يره سوي في الأفلام السينمائية، ورغم أن مطر بمثل إيهاب توفيق يعتبر من أوائل المطربين الذين صوروا كليباتهم علي كوبري إمبابة، إلا أن ظهور الكوبري في الكليب لم ينه التفكير فيه عند المخرجين رغم أن مسألة التصوير فيه مرة أخري سيكون مجرد تقليد وتكرار طبقاً لقانون المخرجين، إلا أن العكس هو ما حدث حيث لفت التصوير فيه عيون كثير من المخرجين الذين لم يشاهدوا هذا الكوبري أو مروا عليه مرور الكرام دون أن يدققوا اللنظر في هذا المكان ليفاجئنا بعد ذلك المخرج طارق العريان في فيلم «تيتو» بالتصوير علي كوبري إمبابة وهو يحاول إبراز عظمة هذا الكوبري وإظهار زوايا لم يبرزها الكليب، لذلك لم يكتف فقط بالتصوير علي الكوبري في الفيلم، ولكن جعله بطل أفيش فيلم «تيتو» الذي ظهر عليه أحمد السقا وهو واقف عليه، الأمر لم ينته عند المخرجين والمصورين، فندرة ووجود أماكن بعظمة كوبري إمبابة جعلتهم يشعرون بأنهم أمام لوحة فنية لفان جوخ ويريد كل شخص منهم أن يضيف إضافات معينة من وجهة نظره، لذا لم يكن غريباً أن يلجأ فريق «واما» الغنائي لتصوير بوستر ألبومهم الأخير علي كوبري إمبابة أيضاً وهو بالمناسبة كان اقتراحهم ونقلوا هذا الاقتراح إلي المنتج والمخرج طارق العريان الذي رحب بالفكرة، وبالفعل تم تصوير بوستر واحد للألبوم ليكون بذلك كوبري إمبابة بطل عمل آخر من الأعمال الفنية. كما استخدمه المخرج عمر عبدالعزيز في فيلمه المخرج محمد ياسين لم يتجاهل أهمية التصوير علي كوبري إمبابة ضمن أحداث فيلم «دم الغزال» والتي تدور أحداثه في حي إمبابة، ولكنه قرر أن يكون كوبري إمبابة بطلاً لعمل فني آخر، مؤلفه وحيد حامد ومخرجه محمد ياسين ليأتي بعد ذلك المخرج أحمد عاطف ويحول هذا الكوبري في فيلم التوربيني. هذا الكوبري نجم يطلبونه لأدوار معينة في الأفلام هذا بخلاف أفلام الأبيض والأسود مثل المنزل رقم 13 بطولة عماد حمدي وفاتن حمامة وهو أول عمل للمخرج كمال الشيخ، وبذلك أصبح كوبري إمبابة شريك نجاح أي عمل تم تصويره أو تيمة الحظ لأي فيلم أو ألبوم خصوصاً وأن معظم الأفلام التي تحدثت عنه قد لاقت نجاحاً قوياً. يذكر أن الرئيس الراحل السادات سبق وأن نام عليه في الحقيقة وهو ما جاء أيضاً بفيلم «أيام السادات»الذي جسد دوره الراحل أحمد زكي. ولكننا وبعد كل ذلك مازلنا أمام التساؤل الذي سنضعه أمام عدد ممن استخدموا هذا الكوبري في أعمالهم وهو لماذا كوبري إمبابة؟ ولماذا تكرار التصوير عليه؟ في البداية أكد مدير التصوير محسن أحمد قائلاً: إن كوبري إمبابة هو قيمة فنية جذابة ولهذا يلجأ العديد من المخرجين ومديري التصوير للتصوير به لأنه لوحة فنية صعب أن تتكرر ورغم ذلك لا نري أي اهتمام من قبل القائمين عليه، فمن فترة سمعت أقاويل بأن الكوبري سيتحول إلي أثر وسيتوقف العمل عليه، ولكن كأي شيء في مصر لم نر أي تنفيذ لذلك الوعد والغريب أنه في الدول الأجنبية تجد عندهم أشياء أقل قيمة بكثير عن هذا الكوبري، ولكنهم يعطونها اهتماما أكثر منك في مصر التي لا تعني من الأساس بالأشياء القيمة لديها وسأعطيك مثلاً آخر، ففي باريس هناك ميدان اسمه المسلة، حيث يوجد في هذا الميدان مسلة فرعونية لا يمكن أن تتصور كم الاهتمام الذي تحظي به، بينما عندنا العديد من المسلات ولا يوجد أي اهتمام بها، وإذا كان هناك اهتمام فيكون خاطئاً. ويؤكد المصور سامح السباعي مصور بوستر محمود العسيلي الجديد قائلاً: إنهم كانوا يفكرون في عمل فكرة «أوت دور» لبوستر العسيلي، فتوقف أمام كوبري إمبابة خصوصاً، أنه الكوبري الوحيد الذي عندنا في مصر الذي يحتوي علي معالم ومناظر تصلح جيداً للتصوير، فكل قطعة في هذا الكوبري تصلح للتصوير، هذا بالإضافة إلي احتوائه علي محطة قطار في رأيي أنها عالمية، وهو في الحقيقة ما دفعني للتصوير هناك، وأضاف السباعي أن التصوير علي كوبري إمبابة كان من اختياره خصوصاً أن العسيلي لم يكن يعرفه أو حتي ذهب إليه من قبل، ونفي السباعي وجود أي تشابه بين البوستر وأفيش فيلم «تيتو» مؤكداً أن الاختلاف واضح بين الاثنين.