اكتشف د.علي الدين هلال أمين لجنة الإعلام بالحزب الوطني الحاكم، أن أحد وزراء الحكومة، وهو السيد فاروق حسني وزير الثقافة العتيد يؤدي مهامه الوزارية كل هذه السنين في رعاية ثقافة مصر بدون سياسة ثقافية! وذكر هلال في اجتماع استثنائي للمجلس الأعلي للثقافة يوم الأحد الماضي أن الجهل يزداد يوما بعد يوم، وأن الحزب الحاكم - هلال أمين إعلام الحزب - «يتجاهل الكارثة ولا يعبأ بحجم الكارثة وهذه المأساة، وأن الدولة ليست بعقل واحد، وهذا قد أحدث خللا كبيرا، وأكبر دليل علي ذلك، أن مناهج التعليم التي يتعلمها الصغار في المدارس تستند في تفسير آيات القرآن الكريم إلي سيد قطب، وهذا عكس اتجاه الدولة وسياستها تماما!، والحقيقة التي جعلتني أتناول ما صرح به د.هلال في هذا الاجتماع أن الكارثة الحقيقية والمأساة الكبري أن د.علي الدين هلال قد أفاق فجأة علي هذه التي يسميها «سير ثقافة مصر التي يمثلها فاروق حسني بلا سياسة يتبناها الوزير ويسعي إلي تطبيقها، وتفاقم الجهل يوما بعد يوم»!، فكيف أصدق د.هلال وهو عضو عتيد وضالع في لجنة السياسات بالحزب الحاكم!، وهذه اللجنة - فيما نعلم - هي التي تضع السياسات التي تسير عليها مختلف الوزارات وجهات الدولة!، فمن المسئول عن ترك فاروق حسني يعمل بلا سياسة واضحة!، مما جعل د.هلال لا يعرف سياسة الوزير!، ولست أدافع هنا عن فاروق حسني وزير الثقافة الذي عرف - ويعرف - كيف يدافع عن منصبه وممارساته!، ولكنني أقرر فقط - وهذا للإنصاف - أن الوزير فاروق حسني - وقد طال عمره في الوزارة - قد قدم الكثير وفعل الكثير!، ويمكن لي ولغيري -ولكن ليس لعلي الدين هلال - أن يختلف مع الوزير فيما قدم وفعل، خاصة أن ما يقوم به الوزير يلقي كل رعاية من رئيس الدولة، ويأتي ذلك في اهتمام الرئيس بافتتاح مشروعات الوزارة والثناء عليها والإشادة بوزير الثقافة!، فما الذي جعل د.علي الدين هلال يفيق فجأة علي اهتمام مؤخر منه بالثقافة المصرية وسياستها غير الواضحة!، ويري ما يجري في وزارة الثقافة يناهض سياسة الدولة! وإلي أي حد يمكن اعتبار وزير الثقافة المسئول عن الجهل المتفشي في مصر، كأن وزير الثقافة قد عهد إلي وزرائه بمحو الأمية والقضاء علي الجهل في مصر!. بل يمكن لي أن أسأل د.علي الدين هلال عن سياسة الدولة التي أشار إليها، وهل هي واضحة في ممارساتها حتي يمكن الحكم علي سياسة وزير الثقافة من حيث هي مناهضة لسياسة الدولة!، وهل أستأذن د.هلال في أن آخذ علي سياسة الدولة أنها كثيرا ما يتضح منها التخبط وهي تدعم سلفية بائدة وتظن أن مطارداتها الأمنية للإخوان المسلمين وتيارات، بعضها يكاد أن يكون قد استولي علي عقل الأمة المصرية!، وما ذنب فاروق حسني في كل ذلك واهتمامات وزارته تتعدد وتتمدد من الآثار إلي المسرح إلي الكتاب إلي السينما إلي الفن التشيكلي إلي حفظ الكتب وترميمها إلي العراك الدولي علي الفوز بمنصب مدير عام اليونسكو، ثم ليأذن لي د.هلال أن أسأله من باب الجهل المتفشي إلي حد الأمية الأبجدية - عن سياسة الدولة في الأجهزة المختلفة المعنية بمحو الأمية بين الشعب. ناهيكم عن أمية المتعلمين، تنمية الجهل في الجامعات التي أصبحت في الذيل وسط أنحاء العالم!، أم أن فاروق حسني هو الصيد الذي وجده د.هلال مناسبا ليأخذ عليه ما أخذ!