عرف بالمجاهد والمضحي، إنه الإمام «الحسين بن علي بن أبي طالب» «رضي الله عنهما وأرضاهما فكانت للإمام الحسين مكانة ومحبة غالية لدي الرسول «عليه الصلاة والسلام» وفضلا عن نسبه الشريف لدي الرسول أنه ابن السيدة البتول فاطمة الزهراء ابنة الرسول أنه كان جهاده دائما في سبيل الإسلام والعلو من عقيدته ولكن بعد مأساة كربلاء أصبح الإمام الحسين من أحد الشهداء الذين تحلو بأخذ مكانة عالية ومنزلة خاصة عند الله تعالي وعند جميع المسلمين أيضا، فمن حينها أصبح رمزا للفداء والصدق والشجاعة لكل شباب المسلمين في اتخاذهم قدوة لهم ولأمة المسلمين جميعا. ولد الحسين في يوم خمسة من شهر شعبان ولكن قال البعض إنه ولد في السنة الثالثة بعد الهجرة والآخرون قالوا في السنة الرابعة ولكن لم يحدد هذا حتي الآن وكان يرغب علي بن أبي طالب أن يسميه حربا فذهب النبي كي يري حفيده فقال: أروني ابني ما سميتموه فقال علي سميته حربا، فقال النبي: فهو حسين ومن حينها فقط أطلق عليه «الحسين» ويذكر أن الرسول قد عق عنه يوم سبوعه بكبش وحلق رأسه وتصدق بزنته فضة وأذن له في أذنه ودعا له. ولا يوجد مثل الحسين في شجاعته وإيمانه إلا القليل فمعركة كربلاء وحدها تكفي لإثبات شجاعته وتضحيته في سبيل الله وفي سبيل الإسلام وما كان يعرف عنه أنه كان يقوم علي أداء صلوات أخري غير الصلوات الخمس المفروضة علي المسلمين فكان الحسين شديد الايمان والصدق مع الله تعالي ومن أقوال الحسين عن الحكم «حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتعود نقما» وقال أيضا «الحلم زينة والوفاء مروءة والصلة نعمة والاستكثار صلف والعجلة سفة والسفة ضعف والغلو ورطة ومجالسة أهل الدناءة شر ومجالسة أهل الفسوق ريبة» ولقول الحسين وإلقائه هذه الخطابات اطلقوا عليه الشاعر وخاصة في الحكمة وذلك لحسن أدائه وفصاحته في الكلام. توفي علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وبعدها بقي الحسين مع أخيه الحسن رضي الله عنهما وأرضاهم وقد قام الحسن بتسليم الخلافة إلي معاوية ولم يرض الحسين علي فعلة أخيه الحسن وقد أشار الحسين بالقتال بسبب ما فعله الحسن ولكن رجع الحسن في حكمه ووافق أخاه الأكبر في الرأي والمشورة وتوفي الرسول صلي الله عليه وسلم أيضا وكان راضيا عنه وكان يحب أيضا صحبة أبيه وسيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان وأيضا صديق النبي سيدنا أبوبكر الصديق وكانوا يمجدونه ويعظمونه كثيرا وظل الحسين في طاعة أبيه حتي قتل وقد قتل أيضا الحسن وبعده معاوية وبعدها دخل الحسين في معركة كربلاء والتي استشهد فيها كل جنوده وهو من بعدهم وتعددت الاقاويل حول مكان قبر الحسين والمكان الذي دفن فيه رأسه ومن ضمن هذه الأقاويل أن رأسه الشريف كان بعسقلان وقد تم نقله إلي القاهرة علي يد جموع من الجماهير والمؤرخين ومنهم علي بن أبي بكر وابن ميسر والقلقشندي ومن الذين قاموا بزيارة مشهد الحسين بالقاهرة «عثمان مدوخ» فقال: إن الرأس الشريف له ثلاثة مشاهد تزار مشهد بدمشق دفن به الرأس أولا ثم مشهد بعسقلان فهي تقع علي البحر الأبيض ونقل الرأس من دمشق إلي القاهرة وهي توجد بين خان الخليلي وجامع الأزهر ومن ذلك أصبح مشهد الحسين مزاراً للمسلمين وأيضا يأتي إليه السياح من كل مكان كي يشاهدوا أثرا من آثارنا الإسلامية القديمة.