· قوله بعدم ممانعة الجيش تولي الرئاسة من خارجه يعني اقتراب تولي جمال فاتن الزعويلي أثارت تصريحات الرئيس مبارك في أمريكا مخاوف الوسط السياسي من أن تكون الزيارة وسيلة لتمرير صفقة التوريث خاصة أن التصريحات اشتملت - لأول مرة - علي موافقة المؤسسة العسكرية بان يكون الرئيس القادم من خارجها وأن ابنه جمال لم يفاتحه في ترشحه وأن الشعب هو من سيختار الرئيس القادم بعد تعديل الدستور.. وأنه - أي مبارك - لم يقرر ما إذا كان سيخوض الانتخابات القادمة أم لا رغم تصريحه السابق بأنه سيظل يحكم مادام قلبه ينبض.. يقول د.عبدالله الأشعل السفير الاسبق: إن مبارك يري أن مصر مثالية ويريد أن يطيل الله عمره مئات السنين ليحافظ عليها وأن تركه للسلطة سيكون خيانة للشعب ولا يصدق أن مصر قد دمرت وبذلك لاأري تناقضاً في كلامه ولكن السؤال: هل ظهور جمال بهذه الصورة طموح شخصي منه؟ أم مجاملة من اعضاء الحزب الوطني لوالده؟ وأنا أصدق أن جمال لم يفاتح والده في هذا الموضوع.. فهو لايجرؤ علي ذلك لانه بهذا يستعجل زواله، كما أن «مبارك» لم يسمع رسميا من أحد فكرة ترشيح شخص اخر للرئاسة وليس مستغربا أن يعيد ترشيح نفسه لانه يتمني أن يبقي في السلطة إلي مالا نهاية.. والحزب الوطني في المؤتمر السنوي سيقرر اشياء كثيرة ليس من بينها ملف التوريث ويضيف: لا استطيع أن أجزم أن موضوع التوريث أثير في واشنطن وإن كانت واشنطن تشعر بالقلق حول طبيعة مصر بعد مبارك فهي دولة مهمة جدا لمصالحها في المنطقة وإذا ترشح جمال وشخص آخر ولم يحدث تزوير فسوف ينجح الآخر ولكن السؤال: هل هذا الشخص سيراعي مصالح أمريكا في المنطقة؟ فهذا غير معروف.. لكن الموثوق فيه في هذه النقطة هو جمال مبارك واعتقد أن السيناريو الذي سيدور في البيت الابيض هو ماذا بعد مبارك؟ وقد تكون الاجابة أن السؤال غير مبرر .. فمبارك موجود الآن والدستور نص علي أن رئيس مجلس الشعب يرأس البلد لمدة 60 يوما لحين اجراء الانتخابات طبقا للدستور.. ويستطرد «الأشعل»: لدي شعور بأن ملف التوريث لابد أن يحسم في هذه الزيارة ويعود الرئيس ولديه تصورات عن المرحلة المقبلة حيث يبدأ بأخذ موقف للتقاعد وعمل الانتخابات ومهما حاولنا افتعال الموضوعية والحياد فاننا لن نجد أمامنا سوي «جمال» فأي مراقب ولو كان أجنبياً يري الأوضاع في مصر يقول أن من يلعب علي مسرح السياسة ويزور المحافظات والقري وهو الآن مع الوفد المصاحب للرئيس هو «جمال» ولكن إلي أي مدي سيكون لجمال مبارك منافسون؟! ويري محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين أن ماجاء في حوار «مبارك» مع «شارل» يؤكد علي وجود حوار دائر بين الرئيسين أو بين مبارك وبعض القيادات الأمريكية حول مسألة التوريث وأنه يجب الإعلان عما يدور من محادثات بينهما حتي نعرف مايدور ولكن هناك اجزاء تظل مخفية إلي أن تأتي الاحداث وتظهر وقتما يريدون فكل الشواهد والقرائن والأدلة تؤكد علي أن خطوات التوريث تمضي متنازعة إلي نهايتها في ظل التصعيد السريع لجمال مبارك وتقلده منصب أمين السياسات وتدخله في اختيار الوزراء اضافة إلي الطلة الإعلامية التي لاتكاد الصحف الحكومية تخلو منها بشكل يومي والانقلاب الذي حدث علي الدستور في «64» مادة واستقباله في المحافظات والمواقع المختلفة كرئيس جمهورية ومن جانبه يري البدري فرغلي عضو مجلس الشعب السابق وجود تضارب في تصريحات مبارك تؤكد عزمه توريث الحكم لجمال في حياته وأن الزيارة الحالية لأمريكا هدفها الاساسي تأمين ملف التوريث بتأييد أمريكي فمبارك الذي أعلن من قبل أن جمال لن يرشح نفسه وأننا لسنا في سوريا هو ذاته الذي يقول أن جمال لم يفاتحه في ملف التوريث وأنه لايمانع في إن يكون رئيس الجمهورية القادم وأن مبارك الذي وقف في مجلس الشعب ليقول إنه سيظل يمارس مهامة كرئيس للجمهورية مادام القلب ينبض هو نفسه والذي لايفكر الآن في مدة رئاسية جديدة ويضيف البدري أن جمال هو الذي يحكم مصر فعليا فإذا ذهب لزيارة نجع صغير يحتشد خلفه جميع الوزراء كما أنه يرافق والده في كل مهامه. ويقول سعد عبود عضو مجلس الشعب: إن تصريح مبارك بعدم ممانعة المؤسسة العسكرية في أن يكون الرئيس من خارجها يؤكد أن شيئاً مايتم الاعداد له خلف الكواليس من حق الشعب أن يعرفه وتساءل: ما المقابل الذي ستدفعه مصر لتمرير التوريث.