تلقائية الدكتور محمد مرسى دائما ماتضعه فى مواقف مريبة، ما قاله فى خطابه أمام قصر الاتحادية وحديثه يؤكد أن معارضيه موضوعون تحت المراقبة ويعلم عنهم الكثير، فهل وصل الحال بمرسى ان يستغل اجهزة الدولة فى مراقبة معارضيه، فكرة التجسس والتسجيلات لم يكن الدكتور مرسى اول من تحدث عنها من ابناء جماعة الاخوان المسلمين. فكان قد سبقه، القيادى الاخوانى عصام العريان بالتأكيد على ان مؤسسة الرئاسة لديها تسجيلات للنائب العام السابق الدكتور عبد المجيد محمود، «صوت الأمة» استطلعت آراء بعض السياسيين الذين انتقدوا تجسس النظام على معارضيه. يقول «نبيل زكى» المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع، ان خطاب الدكتور محمد مرسى لايختلف أبداً عن كلمة مبارك بعد انتخابات 2010 «دعهم يتسلوا»، ولا يختلف ايضاً عن خطابات مبارك التى وصف فيها الثوار بالبلطجية، وأضاف «زكى»: على الدكتور مرسى أن يتذكر أنه نجح بأصوات الوطنيين الذين احتشدو اليوم فى ميدان التحرير رافضين الاستبداد، لكنه عجز عن التفرقة بين كونه رئيساً لدولة بحجم مصر، وكونه رئيساً لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، أما عن فكرة التجسس على القوى المعارضة والتى ذكرها الرئيس فى آخر خطاباته، قال نبيل زكى أن لدى الرئيس مشكلة اخرى هى انه اعتاد العمل السرى، فأصبح غير قادر على العمل فى النور، لذلك فلم اتعجب عندما سمعت كلماته عن التهديد والوعيد للقوى المعارضة، وأضاف زكى قائلاً: «ماصنعه الدكتور محمد مرسى هو استبداد دستورى مقنن، ومنحه لقب الطاغية بامتياز»، وسيكون أول طاغية فى القرن الواحد وعشرين. وقالت الناشطة السياسية «كريمة الحفناوى» إن خطاب مرسى جيد لدرجة كبيرة، وحقق مكاسب كثيرة للثورة، لانه استفز مشاعر جموع المصريين، كما كان الامر مع الخطاب الأول للمخلوع مبارك، وحديثه عن التجسس على المعارضة اليوم اكد ما ذكره عصام العريان سابقاً عن تجسس الرئاسة على ̈النائب العام، وجاءت بعد ذلك الرئاسة ونفت هذا الأمر، وشددت الحفناوى على أن ذلك ما هو إلا عودة لعهد امن الدولة المشبوه، والذى كثيراً ماعانت منه جماعة الاخوان المسلمين واعتقل الرئيس نفسه بسببه، وأضافت الحفناوى قائلة أن الرئيس أصبح يعمل معنا بمنطق راعى الغنم، ولكنه هو ليس براع ونحن لسنا غنمًا، ووصفت القرارات التى اتخذها الرئيس مؤخراً بأنها انقلاب كامل على ثورة 25 يناير، حيث إنه يسير على خطى المجلس العسكرى. ومن جانبه قال الدكتور «ضياء رشوان» الباحث السياسى، إن خطاب مرسى رئيس الجمهورية من أمام قصر الاتحادية وأمام جموع مؤيديه من جماعته ليس له اى دلالة سوى انه خطاب للفصيل المؤيد له فقط لا غير، خطاب يخص جماعته فقط وليس للشعب المصرى،كما انه على الرغم مما تشهده البلاد من احداث دامية منذ خمسة ايام اصيب فيها شباب الثورة لم يتضمن أى محاولة للتراجع عن القرارات التى انتقدتها كل القوى السياسية التى نزلت التحرير اليوم، فضلاً عن انه تضمن بعض عبارات التهديد والوعيد لخصومه، ووجه رشوان حديثه الى الدكتور مرسى محذرا اياه من ثورة القضاة بسبب العداء الذى خلقه معهم فى الاعلان الدستورى والذى أثار غيظ الكثير منهم. وأكد النائب السابق «أبو العز الحريرى» أن الرئيس مرسى جاء بوصاية امريكية صهيونية وعسكرية، ويعمل على أن يناقض الواقع، الذى جاء منه، لذلك فهم يتجسسون على المصريين وهذا لاريب فيه فهم يقومون بدور امن الدولة من قديم الازل، والدكتور مرسى نفسه كان المرسال بين الجماعة وامن الدولة فى اوقات كثيرة. ويقول «علاء عبدالمنعم» القيادى السابق فى حزب الوفد أن «مرسى» نصب من نفسه الهًا أو شبه إله، ولايعلم أننا لانخافه ولانخاف جماعته، ولانهاب ان يسجل لمعارضيه كما يقول، فنحن وقفنا فى وجه النظام السابق فى عز جبروته. ويرى «سعد عبود القيادى» فى حزب الكرامة ان الدكتور مرسى قراراته غير محمودة ويعتمد على تلقائية فى الحديث فى غير موضعها، ولايعلم انه اصبح رئيسا للجمهورية يملك قوة القرار وليس خطيبا فى مسجد. تم نشره بالعدد رقم 624 بتاريخ 26/11/2012