طارق فهمى : إدخال المساعدات لغزة ثمرة لتحرك مصرى شامل يمهد لعودة المفاوضات

أكد الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن دخول المساعدات الإنسانية والشاحنات إلى قطاع غزة يمثل خطوة مهمة جاءت نتيجة لتحركات مصرية مكثفة خلال الأيام الماضية، مشيرًا إلى أن الجهود المصرية لم تقتصر فقط على البُعد الإنساني، بل تشمل مسارًا سياسيًا متكاملًا لاستئناف المفاوضات والتوصل إلى هدنة شاملة.

وقال "فهمي"، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، إن هذه الخطوة تعكس نجاح التحرك المصري المسؤول والمنضبط في مواجهة السياسات الإسرائيلية، موضحًا أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل مؤخرًا، ومنها فتح مسارات محددة لدخول المساعدات، جاءت بفعل الضغط السياسي والدبلوماسي المصري، الذي يستهدف كبح المخطط الإسرائيلي الإجرامي في غزة.

وأضاف أن التحرك المصري متعدد الاتجاهات، ويشمل: المسار الإنساني بإدخال المساعدات وتقديم التسهيلات لسكان القطاع، والمسار السياسي المتمثل في التنسيق لاستئناف المفاوضات، إلى جانب المسار الدولي عبر التحركات الدبلوماسية مع الدول الفاعلة، ومنها التنسيق مع فرنسا والسعودية في إطار مؤتمر "حل الدولتين".

وأوضح د. طارق فهمي، أن ما يجري حاليًا من "هدن إنسانية" في مناطق معينة بقطاع غزة، والتي أعلنتها إسرائيل، لا تمثل وقفًا دائمًا لإطلاق النار، بل هي خطوات مرحلية ذات طابع إنساني، مضيفًا أن نجاح هذه الهدن قد يفتح الباب أمام إقرار هدنة شاملة لمدة 60 يومًا، تمهيدًا للعودة إلى مسار التفاوض.

وأشار إلى أن التحركات المصرية مستمرة على كل المستويات، بالتوازي مع انتظار ما ستعلنه إسرائيل بشأن توسيع نطاق الهدن المؤقتة، خاصة أن القاهرة تنسق جهودها مع الأطراف الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لمراجعة السياسة الإسرائيلية والانتهاكات التي تكرس سياسة الأمر الواقع.

وفي ختام مداخلته، شدد الدكتور طارق فهمي على أن مصر تتحرك بمسؤولية قومية ودولية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن التحرك الحالي هو بداية لمسار أوسع لإنهاء المأساة الإنسانية في غزة، واستعادة المسار السياسي نحو حل دائم وعادل.