قال وزير الدفاع الفرنسي جون إيف لودريان أن بلاده ستساعد على تنفيذ اتفاق السلام الموقع السبت الماضى في مالي بين الحكومة والطوارق في شمال البلاد بما في ذلك اللجوء إلى قوة "برخان" العسكرية. قال لودريان-في تصريح له اليوم الأحد- أنه سيتوجه غدا إلى باماكو للتأكد من تنفيذ الاتفاق بشكل صحيح وهذا يعني تطبيق اللامركزية التي تعد أحد العناصر السياسية للاتفاق إضافة إلى تسريح المجموعات المسلحة تمهيدا لالحاقها بالجيش المالي الذي يخضع حاليا لاعادة هيكلة. كما أكد أنه سيلتقي بالقوات الفرنسية المتمركزة في مالي (خاصة في منطقة جاو في شمال البلاد) لبحث كيفية المساهمة بفاعلية في تنفيذ اتفاق السلام والمصالحة. وصف لودريان اتفاق السلام في مالي "بالتاريخي وبالنبأ السار" في جهود مكافحة الإرهاب، مضيفا أنه منذ استقلال مالي لم ينجح سكان الشمال والجنوب في التعايش بل كانا يتحاربان في بعض الأحيان، مؤكدا أن ما شهدته مالي من توتر وأعمال عنف كان مواتيا لتقدم الجهاديين. تابع قائلا:" كسبنا الحرب في 2013 ( بفضل العملية الفرنسية العسكرية سيرفال) وقد فوزنا للتو بالسلام". أكد أن قوة "برخان"الفرنسية المتواجدة في خمس دول (موريتانياومالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو) ستواصل عملها وستظل متواجدة في مالي وفي البلدان الأربعة الأخرى. كانت تنسيقية حركة الأزواد (التي تضم المجموعات المتمردة الرئيسية في شمال مالي) قد وقعت أمس في باماكو على اتفاق السلام الذي تم التوقيع عليه بالأحرف الأولى في 15 مايو الماضي من طرف الحكومة والمجموعات المسلحة الموالية لها بحضور فريق الوساطة الدولية وذلك بهدف طَي صفحة الصراع في مالي. تشارك فرنسا في جهود التصدي للجهاديين من خلال عملية "برخان" (3000 رجل) التي اطلقتها في صيف 2014 للقيام بمهام استطلاع وضبط والبحث عن مخابئ أسلحة ومقاتلين على طول شريط الساحل-الصحراء. وقد كلفت عملية "برخان" نحو 518 مليون يورو بحسب تقرير أخير ل"ديوان المحاسبة الفرنسي" الذي يضبط النفقات العامة. تعتبر منطقة الساحل من أكثر مناطق العالم فقرا، ويعيش سكانها الذين يبلغ عددهم 137 مليون نسمة بمؤشرات تنمية من الأدنى عالميًا.