سلطت قناة القاهرة الإخبارية، الضوء على الذكاء الاصطناعى، حيث عرض برنامج "مطروح للنقاش"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، من تقديم الإعلامية مارينا المصرى، تقريرا تلفزيونيا بعنوان "لماذا يشكل الذكاء الاصطناعى تهديدا للبشرية؟". وجاء فى التقرير، أن للذكاء الاصطناعى جانبًا مظلمًا رغم دوره الإيجابى فى تطوير الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للبشر، إذ توالت التحذيرات من مخاطر تطوره بشكل متسارع وتأثيره السلبى على الأمن القومى للدول.
وذكر التقرير، أن التحذيرات جاءت هذه المرة فى تصريحات 3 من قادة الذكاء الاصطناعى المؤثرين فى أثناء شهادتهم بجلسة استماع فى الكونجرس الأمريكى بشأن خطورة تطوير الذكاء الاصطناعى وأن يتحول إلى خطر محدق يضاهى خطر الإرهابيين الذى يستخدمون التكنولوجيا فى صناعة الأسلحة البيولوجية.
وانعقدت هذه الجلسة بعد أيام من تقديم شركات تعمل فى مجال الذكاء الاصطناعى التزامات طوعية للبيت الأبيض من أجل تنفيذ تدابير تجعل هذه التكنولوجيا المتطورة أكثر أمانا.
يوما بعد يوم، تتصاعد المخاوف من أن يتجاوز الذكاء الاصطناعى الذكاء البشرى ويخرج عن سيطرة الإنسان، لا سيما فى ظل تطور الأنظمة التكنولوجية الحديثة فى صناعة تطوير روبوتات الدردشة الآلية وإمكانية استخدامها فى تطوير أسلحة بيولوجية فتاكة.
وقال بلال الحفناوى استشارى التحول الرقمى، إن الذكاء الاصطناعى سلاح ذو حدين، يمكن استخدامه لمصلحة الإنسان وممكن استخدامه ضد الإنسان.
وأضاف خلال مداخة مع الإعلامية مارينا المصرى فى برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الذكاء الاصطناعى الضيق الذى كان يركز على وظيفة محددة كان هو الوجه المفيد لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى أن الخطورة بدأت مع التطور العنيف للذكاء الاصطناعى إلى الذكاء الاصطناعى التوليدى، والشركات ًابحت تطور أنظمة أكبر وأكثر عمقا باستخدام الذكاء الاصطناعى، منها ما هو مفيد ومنها ما هو عنيف.
وقالت الدكتورة جيهان فقيه أستاذ القانون المعلوماتى بالجامعة اللبنانية، إن الذكاء الاصطناعى له تأثيرات إيجابية وسلبية، ويتدخل فى كل جوانب الحياة، الإيجابيات معروفة مثل التعرف على الصوت والصورة وإنتاج المحتوى ومجالات الطب والهندسة.
وأضافت خلال مداخة مع الإعلامية مارينا المصرى فى برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن من التأثيرات السلبية للذكاء الاصطناعى ابتكار أسلحة قادرة على التحكم فى ذاتها، وهنا الخوف من تجاوز الحدود وتهديد البشرية كلها، إذا لم يكن هناك رادع قوى للدول التى تستخدم ذلك.
وتابعت أن الاتحاد الأوروبى عمل مؤخرا على وضع مسودة قانون هذا العام، وصنف الذكاء الاصطناعى على عدد من المستويات من المقبول إلى الخطر وعالى الخطورة والتى يجب حظرها، ومنها تطبيقات سمح بها التى تساعد البشرية.
وقال الدكتور أحمد سيد أحمد خبير العلاقات الدولية، إن البعد العسكرى للذكاء الاصطناعى بخاصة مع انتشار الحروب أصبح يمثل خطورة كبيرة على السلم والأمن الدويين.
وأضاف خلال مداخلة مع الإعلامية مارينا المصرى فى برنامج "مطروح للنقاش" على شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن ضحايا هذه الاستخدامات غير الأخلاقية للذكاء الاصطناعى فى الحروب قد تكون أكبر من ضحايا الحروب التقليدية، وقد قال الرئيس الروسى إن حرب أوكرانيا حرب هجين يستخدم فيها الأسلحة التقليدية والذكاء الاصطناعي.
ولفت إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعى يزيد من أمد الحرب، بخاصة حينما تكون الدول التى تستحوذ على 90% من إنتاج تطبيقات الذكاء الاصطناعى مشاركة فى الحرب وتسخر إمكانياتها للخدمة العسكرية.
وكشف أن مجلس الأمن الدولى للمرة الأولى ناقش خطوة الذكاء الاصطناعى، باعتبار أن مهمته حفظ الأمن والسلم الدوليين، لكن تظل مشكلة الفيتو قائمة، وسيظل مجلس الأمن عاجزا عن اتخاذ قرار ضد الدول المنتجة للذكاء الاصطناعى لأنها هى الدول صاحبة الفيتو.
