حالة من الحراك الإعلامى الغريب تقوم بها جماعة الإخوان المسلمين بعد ان قررت قياداتها تغيير الصورة الذهنية لدى المواطن عن الجماعة وذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة» وقد بدأت الفكرة باعادة هيكلة قناة مصر 25 الناطقة باسم الجماعة حيث جرت مشاورات عديدة بين أعضاء مكتب الارشاد لتصدير صورة جديدة للإخوان من خلال تحرير القناة من أى سياسات أو ضغوط بحيث تمارس عملاً مهنياً بحتاً لتكون منبراً إعلامياً يضم مختلف التيارات السياسية، وهو ما دعا إليه خيرت الشاطر الذى يقود حركة لتغيير الصورة النمطية المعروفة عن الجماعة وهو ما قوبل بترحاب داخل الجماعة خاصة بعد ان كثرت حملات الهجوم عليها واتهامها بمحاولة أخونة الدولة بالسيطرة على جميع أجهزتها التنفيذية وقد تم الاتفاق على ابعاد الوجوه الحالية وهو ما سيتم بالفعل. الغريب ان الجماعة بدأت تتخذ خطوات فعلية ملموسة لتغيير شكل القناة ومضمونها حيث فتحت قنوات اتصال مع عدد من مقدمى البرامج المعروفين وكان على رأسهم «معتز مطر» مقدم برنامج «محطة مصر» الشهير والمعروف بميوله الليبرالية والذى كان يبث برنامجه على قناة «مودرن» حيث جرى التفاوض معه منذ انفصاله عن مودرن بهدف ضمه لأسرة القناة رغم انه لا ينتمى لتيار الإخوان الا انهم اصروا على التفاوض معه عقب انفصاله عن قناة مودرن غير ان المفاوضات فشلت لإصرار معتز على احتفاظه بفريق الاعداد الذى عمل معه فى مودرن حرية الا ان ادارة القناة رفضت بدعوى ان القناة بها معدون لتفشل المفاوضات غير ان المفاوضات عادت مرة اخرى قبل انتخابات الرئاسة وفشلت للمرة الثانية لنفس السبب ثم عادت المفاوضات للمرة الثالثة لتنجح هذه المرة بعد ان شعر معتز بأن هناك تغييراً فى سياسة القناة بعد تعاقدها مع أحمد ابوهيبة «وهو من قام بانشاء قناة التحرير» وقد طلب معتز من إدارة القناة عدم التدخل فى السياسة التحريرية للبرنامج والا يتدخل أحد من جماعة الإخوان المسلمين فى أى من الموضوعات المثارة فى حلقاته وهو ما وافقت عليه القناة بل ان معتز اصر على كتابة هذه البنود فى العقد وهو ما وافقوا عليه بل انهم دعوه لاتباع سياسة موضوعية مع الإخوان والرئيس مرسى فى القضايا السياسية المثارة على السطح وفى حالة وجود أى خلل يظهر على أداء مرسى أو الجماعة وحزبها عليه ان يوجه النقد كما دعته لاستضافة كل الشخصيات التى تنتمى لتيارات ليبرالية ويسارية معروفة للتعبيرعن آرائها دون أى تحفظات، وهو ما يحدث الآن حيث يقوم معتز وفريق إعداده الآن، بالاتفاق مع عدد من الشخصيات التى كان من الصعب ظهورها على قناة كانت منبرا لجماعة الإخوان المسلمين. ولم يقف الأمر عند «معتز مطر» بل ان القناة تعاقدت مع الناقد الرياضى «علاء صادق» ليقدم برنامجاً رياضياً اسبوعياً فى القناة على الرغم من ان صادق معروف بمواقفه وردود أفعاله غير المتوقعة حتى انه استقال على الهواء وترك البرنامج الذى كان يقدمه بقناة مودرن سبورت بعنوان «هنا القاهرة» وذلك احتجاجاً على المعوقات التى وضعتها إدارة القناة أمامه بهدف احراجه.. كما تم الاتفاق مع نورا عبدالله وهى شاعرة وكاتبة أغان ومقالات معروفة باتجاهاتها المضادة لجماعة الإخوان المسلمين لتقدم برنامجا اسبوعيا على الرغم من قيامها بمهاجمة الإخوان المسلمين ومحمد مرسى بشكل مستمر على صفحتها على الفيس بوك وقد تخوفت نورا فى البداية من التجربة الا ان المفاوضات نجحت معها بعد ان حصلت على ضمانات من ادارة القناة التى يديرها حازم غرابة بأن سياسة القناة تغيرت تماماً وستفتح أبوابها لكل التيارات السياسية. على الجانب الآخر ترددت أنباء عن قيام الإخوان المسلمين بشراء جريدة البديل. ويقول خالدالبلشي رئيس التحرير المقال: المصالح تغيرت بعد الثورة وصعود التيار الإسلامى على رأس السلطة السياسية حيث طلبوا منى أكثر من مرة التأقلم مع الوضع الجديد وهو ما أكده لى المالك فى آخر يوم «لو كنت اكثر مرونة كان الوضع هيتغير»، حيث كان المطلوب ان اكون أكثر مرونة كشرط للبقاء فى الجريدة الا اننى رفضت ان أغير مبادئى من أجل البقاء فى الجريدة وكان القرار هو الرحيل عن البديل. تم نشره بعدد 616 بتاريخ 1/10/2012