في أحدث محاولة من الولاياتالمتحدة لمساعدة أوكرانيا على مواجهة القوات الروسية، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس، أن بلاده «تعمل جاهدة» للتوصل إلى اتفاق مع بولندا، لتزويد أوكرانيا بطائرات حربية. وخلال زيارته مولدافيا، قال بلينكن للصحفيين: «لا يمكنني التحدّث عن جدول زمني، لكن يمكنني القول إننا نتعامل مع الأمر بشكل نشط جداً».
وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن دولاً حليفة أخرى تسعى إلى تزويد أوكرانيا بطائرات روسية، مضيفاً: «نحن لا نقف في الطريق».
والسبت، التقى بلينكن نظيره الأوكراني دميتري كوليبا، عند الحدود بين بولندا وأوكرانيا، في تعبير عن دعم واشنطن لكييف، وتحدثا 45 دقيقة، تحت حراسة مشددة عند معبر «كورتغوفا - كراكوفيتش» الحدودي الذي يعجّ باللاجئين، عن تزويد كييف بالمزيد من الأسلحة.
وبعد اللقاء، قال كوليبا: «ليس سراً أن أكبر مطلب لدينا هي المقاتلات والطائرات الهجومية وأنظمة الدفاع الجوي.. لضمان سلامة مجالنا الجوي. إذا فقدنا الجوّ، سيكون هناك المزيد من الدماء في البرّ».
مقابل «إف - 16»
وفي وقت سابق، قال مسؤولون أمريكيون إن الولاياتالمتحدة تدرس صفقة، ترسل بموجبها بولندا طائرات من الحقبة السوفياتية إلى أوكرانيا، مقابل مقاتلات أمريكية من طراز «إف-16».
وذكر ناطق باسم البيت الأبيض أن الولاياتالمتحدة تتشاور مع الحلفاء الآخرين لتحديد «القدرات التي يمكن أن نقدمها لإعادة تزويد بولندا إذا قررت نقل الطائرات إلى أوكرانيا».
وتابع أن إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا «قرار سيادي يتخذه أي بلد»، مشيراً إلى وجود مجموعة من الخدمات اللوجيستية يجب العمل عليها، بما في ذلك كيفية نقل الطائرات من بولندا إلى أوكرانيا.
مناشدة زيلينسكي
وجاء الحديث عن هذه الصفقة بعد أن ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعضاء في الكونغرس الأميركي المساعدة في الحصول على المزيد من المساعدات العسكرية الفتاكة، خاصة عبر تقديم دول أوروبا الشرقيةلأوكرانيا طائرات روسية الصنع.
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مشاركين في الاتصال مع أعضاء في الكونغرس، أن زيلينسكي تحدث 25 دقيقة إلى أكثر من 200 من أعضاء مجلسَي النواب والشيوخ، قبل الرد على الأسئلة.
وسأل زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل عن أكثر شيء يحتاجه زيلينسكي، فأجاب الرئيس الأوكراني: «طائرات مقاتلة».
كما تحدث زيلينسكي عن إنشاء منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، لكنه قال: «إذا لم تتمكن من فعل ذلك، على الأقل أرسل لي طائرات».
وأشار زيلينسكي إلى أن المقاتلات أكثر أهمية من صواريخ «ستينغر» المضادة للطائرات. كما أيد اقتراحاً بحظر واردات الولاياتالمتحدة من النفط الروسي.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي السناتور تشاك شومر: «هذه الطائرات تحتاجها (أوكرانيا) بشدة. سأبذل قصارى جهدي لمساعدة الإدارة في تسهيل إرسالها».
وأفاد مشرّع آخر بأن الكونغرس قد يوجه الأموال في مشروع قانون إنفاق معلق لتجديد مخزونات الحلفاء الأوروبيين.
إرث الأسلحة
وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، ورث الأعضاء السابقون في الكتلة السوفياتية أسلحة وذخيرة ومعدات أخرى، حتى إن الجيش الأوكراني يمتلك إلى حد كبير أسلحة تعود إلى تلك الحقبة.
ومن غير المعروف عدد الطائرات المتوفرة في بولندا من الحقبة السوفياتية، لكن القوات الجوية البولندية تمتلك بالفعل أسطولاً مكوناً من بضع عشرات على الأقل من طائرات «إف-16»، بناء على كشف المبيعات، كما تمتلك دول أوروبا الشرقية طائرات عسكرية روسية يمكن نقلها إلى أوكرانيا.
