توقف نهر الدم أخيراً في قرية النجاحية بمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، بعدما انتهت خصومة ثأرية في القرية، كانت قد أسفرت عن مقتل 6 أشخاص وخلفت ورائها 6 أرامل و19 يتيماً. وتكللت جهود الأجهزة الأمنية والتنفيذية ولجنة المصالحات بالنجاح، وانتهاء الصلح الأكبر من نوعه فى مركز نجع حمادى والثانى من نوعه على مستوى المحافظة.
وشهد الصلح اللواء أشرف الداودى، محافظ قنا، واللواء مسعد أبو سكين، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، اللواء طارق يحيى، مدير المباحث الجنائية، واللواء إيهاب طه، مساعد مدير الأمن لقطاع الشمال، والنائب فتحى قنديل عضو مجلس النواب، وأحمد العيادى نقيب المحامين بقنا والشيخ محمود عبد الهادى، رئيس لجنة المصالحات بنجع حمادي، والشيخ عبد المعطى أبو زيد، عضو لجنة المصالحات، وعدد من القيادات الأمنية والتنفيذية والدينية والشعبية وكبار العائلات وأهالى القرية والقرى المجاورة.
الشيخ محمود عبد الهادي، رئيس لجنة المصالحات، قال إنه بعد قرابة 5 سنوات من الصراع بين العائلتين، وعقد جلسات مكثفة بينهم لإقناعهم بالصلح، وذلك بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية، اتفق الطرفان على الصلح، وكتابة عقد بذلك يلزم من يخالف بنود الصلح على دفع مليون جنيه كشرط جزائي، ويعتبر هذا الصلح أكبر صلح فى نجع حمادى فى خصومة ثأرية، لافتا أن الصلح خلف 6 أرامل، و19 يتيما.
وأشار إلى أنه تم تقديم "الكفن" بسبب مقتل 4 من عائلة، واثنين من العائلة الأخرى، وقام منشاوى تقى عباس بتقديم القودة لمحمد على عباس، وقدم الصاوى على عباس، القودة لمحمود على عباس، لإعلان إنهاء الخصومة الثأرية بينهما، وتقبل العزاء.
من جهته، أكد اللواء أشرف الداودي، محافظ قنا، أن ظاهرة الثأر تمثل عائقا كبيرا أمام تحقيق التنمية المستدامة، لكونها موروثا ثقافيا سيئا لابد من محاربته، نظرا لأن التنمية والاستقرار متلازمان كوجهىّ العملة فقد تبنّت المحافظة مبادرة "قنا بلا خصومات ثأرية" والتى تم إطلاقها فى يونيو الماضى بهدف دراسة الأبعاد المؤدية إلى هذه الظاهرة والعمل على الحد منها لتحقيق الاستقرار ومن ثم تحقيق التنمية المنشودة.
وتقدم محافظ قنا بالشكر لأبناء العائلتين لارتضائهم الصلح ونبذهم للخلافات واتباعهم لتعاليم الدين الإسلامى السمحة، موجها الشكر أيضا للواء مسعد أبو سكين مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا وجميع الأجهزة الامنية والمعنية التى شاركت فى إتمام هذا الصلح، داعيا العقلاء والمصلحين أن يقفوا جنبا إلى جنب فى وجه الفتن والخصومات الثأرية ومحاولة وضع الحلول من أجل القضاء عليها فى مهدها حتى لا تتطور إلى خصومات ثأرية تتطلب المزيد من الجهد لحلها.
وفي نفس السياق، أضاف اللواء مسعد أبو سكين، مدير أمن قنا، أن مديرية الأمن تعمل فى إطار استراتيجية وزارة الداخلية الهادفة من أجل مكافحة الجريمة بشتى صورها من خلال تجفيف منابع الخصومات الثأرية، موضحا أن المديرية تعمل وفق خطة متكاملة بالتعاون مع أجهزة المحافظة وأعضاء لجنة المصالحات والقيادات الشعبية لإنهاء كافة الخلافات للوصول نحو قنا خالية من الخصومات الثأرية.
ونجحت محافظة قنا بالتعاون مع مديرية امن قنا ولجان المصالحات نجحت فى انهاء 132 خصومة ثأرية خلال السنوات الماضية مما يدل على تغيير الثقافات والأفكار السائدة لدى الأهالى وتغليب مصلحة الوطن لتحقيق الاستقرار واستكمال مسيرة التنمية والإصلاح.
