فتح عدد من الفنانين النار على فيلم ريش الذي تعرض لحياة الفقراء في مصر وعُرض في مهرجان الجونة، وكشفوا من وجهة نظرهم أهداف الفيلم وحصوله على جائزة في جانب من مهرجان كان السينمائي. في البداية، انسحب الفنان شريف منير من عرض الفيلم في مهرجان الجونة، وعلق قائلا "كل واحد حر فى موقفه، وصورة الفيلم زيادة عن اللزوم، وخاصة أن شكلنا مش حلو، وشكل مؤذى للحياة التى تعيشها الأسرة .. قذارة رهيبة وأنا اتخنقت من الفيلم". وقال: "غضبت من تناول الفيلم، وغضبت أنه اتعرض فى الخارج وحصل على جائزة، وخاصة أن الناس اللى العشوائيات الآن يعيشون فى بيوت حلوة ونظيفة، ولازم العين تبعد الصورة بتاعت فيلم حين ميسرة.. ولم أكن سعيدًا بمشاهد الفيلم".
وأضاف الفنان شريف منير "المخرج محمد حفظي قال لى عارف الفيلم يخض ومتعب وناس كتير اتخنقت منه، وأنا معرفش الناس اللى منحو الفيلم الجائزة عجبهم فى إيه؟.. فى نفس الوقت أنا ضد منعه". هالة صدقي: فيلم مهين للمصريين.. والمخرج اعترف لنا أن المشاهد قديمة
الفنانة هالة صدقى واحدة من أهل الفن الذين استاءوا من فيلم ريش قائلة: إن مصر تعيش فى عصرا جديدا فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، معبره عن استيائها من عرض فيلم "ريش" بمهرجان الجونة السينمائى، قائلة: "مصر حدثت بها طفرة فى صناعة السينما ولكن فيلم ريش لا يواكبها".
وأضافت هالة "لا علاقة بين الفقر وسوء الأخلاق، مردفه: "بعدما شاهدنا الفيلم وتحدثنا معه، أوضح لنا أن الفيلم منذ 4 سنوات، ولكن كان يجب على الفيلم أن يظهر صورة إيجابية عن مصر، لأنه فيلم مهين وليس فيلم سينمائى مصرى لأن مصر حاجة تانية".
وتابعت: "هناك حالة غضب شديدة بين الفنانين الذين شاهدوا فيلم ريش بسبب إساءته لمصر، وفيلم ريش فيلم تجريبى وأحدث حالة من الغربة لكل من شاهده وامتعاض كبير من الفنانين، أنا ليس لدى مشكلة مع تناول الفقر والفقراء فى مصر لكن الفيلم أظهرهم بشكل مسيء"
وقالت إنها تعتبر فيلم "ريش" من وحي الخيال وليس واقعيا، لاسيما وأن أماكن تصويره لم تتم داخل مصر، متابعه: "تحس إنك بتتفرج على فيلم بلجراد في ألمانيا قبل الحرب العالمية التانية".
أضافت : "الناس في الفيلم مش نضاف والفلوس حتى قديمة، والسجاير موجودة وثابتة في كل مشاهد الفيلم، ولهذا الفيلم مثل اللوحة التجريبية، ولكننا علشان متحمسين لمصر والدفعة الكبيرة فيها نرفضه، والفيلم عرض منذ 4 سنوات، ونحن قبل 4 سنوات من الآن لم نتوقع التطور الكبير في مصر والطفرة الكبيرة التي حدثت في وقت قصير".
وأكملت: "أنا بأدخل بيوت فقراء كتير جدا وبيوت الناس جوه زي الفل، وده اللى ضايقني من الفيلم، وما عنديش مشكلة في الفقراء ولكن المشكلة بأظهر حد قذر مش فقير، وكان يجب إظهار الصورة الحقيقة في مصر"، متابعا: "حصل امتعاض شديد جدا من كل الزملاء والحاضرين بعد مشاهدة الفيلم لأن مصر مش كده، وكان رد الفعل تلقائى من الناس في الجونة".
ناقد فني: الأبطال هواة.. وتصوير الفيلم أغفل نقل سكان العشوائيات إلى مساكن آدمية
بعد الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي الذي أثارته الأحاديث عن فيلم ريش الذي عرض في مهرجان الجونة، وتعرض لحياة الفقراء في مصر، كان لابد من معرفة آراء النقاد الفنيين وأصحاب المهنة في الفيلم.
سعد سلطان، الناقد الفنى، واحد من الذين شاهدوا الفيلم وتعرض لتفاصيله قائلا إن فيلم "ريش" خديعة ومهين ومسيء وغير مقبول على الإطلاق، وتقوم فكرته على أسرة فقيرة يرعاها رجل متواضع الحال ويتغير حاله على يد ساحر، متابعا: "فيلم ريش تم تصويره فى شوارع الخالية من مظاهر الحداثة والتطوير.. والمشاهد مصطنعة".
وأضاف سلطان أن خطورة الفيلم تكمن فى الإشارات التى يحويها، حيث إن كل الديكورات متهالكة ولا يوجد ما يشير لمصر الحضارية، أو موسيقى تصويرية، وفقير فنيا وضعيف إخراجيا ولا يوجد به خيال ولا إبداع.
وتابع: "وزيرة الثقافة كرمت أبطال الفيلم بناء على المنتج محمد حفظى، والتمويل حاليا بدأ يتجه من منظمات المجتمع المدنى إلى السينما؛ لأنها الأقرب فى التأثير على المواطنين".
ولفت الناقد الفنى إلى أن الدولة فى فيلم "ريش" ممثلة فى مندوب وزارة الإسكان الذى يطرق الأبواب لجمع الأموال، مستكملا: "المشاركين فى الفيلم من الهواه الذين يظهرون لأول مرة فى التمثيل، وليس من بينهم عضو نقابة، وتم استخراج تصاريح الفيلم الواحد لهم".
وأوضح سعد سلطان أن الفنانين انسحبوا من مشاهدة عرض الفيلم فى الجونة بعد مرور ربع ساعة فقط، لأنها كانت كفيلة بتوضيح الرسالة التى يعبر عنها الفيلم، قائلا: "الفيلم لو تم عرضه فى دور العرض لن يشاهده شخصان لأنه ضعيف من الناحية الفنية، ولكن حصوله على جائزة من مهرجان كان، لأن تمويل الفيلم فرنسى وليس غريب أن يحصل على جائزة من مهرجان كان الذى تدعمه فرنسا".
وأكمل: "من الصعب أن تكون وزيرة الثقافة شاهدت فيلم ريش، لأنه تم عرضه لأول مرة فى مهرجان الجونة، ولو شاهدته أكيد لن تكرمه، وأتوقع أن تكون الوزيرة كرمت فيلم ريش بعدما تم الإشادة به من قبل محمد حفظى وحصوله على جائزة من مهرجان كان، ولكن تكريم الفيلم من مهرجان كان وضعه فى مأزق، والمهرجان ربما يكون تم خداعه فى الفيلم".
