يسعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لأن يستكشف مدى استعداد روسيا لتقليص دورها في أوكرانيا وتأييدها للرئيس السوري بشار الأسد خلال محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الثلاثاء. توجه كيري إلى منتجع سوتشي المطل على البحر الأسود في أرفع زيارة أمريكية لروسيا منذ عامين. ويتناول في زيارته عدة موضوعات منها المحادثات النووية مع إيران والوضع في اليمن وليبيا. نظرا لأن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة يبدو أن الزيارة تهدف في الأساس إلى الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة. قال مسئول رفيع بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين المرافقين لكيري في زيارته "من المهم لنا أن نحافظ على خطوط الاتصال مفتوحة. من المهم أن نحاول التحدث إلى صانع القرار البارز." أضاف المسئول الذي طلب عدم نشر اسمه "لدينا كثير يمكننا عمله سويا إن توافرت الرغبة." أما ديمتري بيسكوف المتحدث باسم بوتين فقد رحب بالاجتماع ووصفه بأنه خطو إيجابية. قال للصحفيين "يمكننا بالحوار أن نجد سبلا للتطبيع والتنسيق بشكل أوثق لدى التعامل مع المشاكل الدولية." لكنه أضاف "روسيا لم تكن قط هي الباديء بهذا الفتور في العلاقات." من المتوقع أن يلتقي كيري أيضا بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أثناء زيارته سوتشي. تدهورت العلاقات بين البلدين منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في مارس آذار من العام الماضي وساندت الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وتتهم موسكوواشنطن بتدبير الإطاحة في العام الماضي بالرئيس الأوكراني الذي كان مدعوما من روسيا. الخلاف قائم أيضا بين البلدين فيما يتعلق بالشأن السوري حيث تساند روسيا الأسد بينما تريد واشنطن انتقالا سياسيا ينهي حكم أسرة الأسد الممتد منذ أربعة عقود. رغم أنه لم تظهر أي مؤشرات تدل على رجوع روسيا عن موقفها بشأن أوكرانيا أو سوريا يأمل المسئولون الأمريكيون في أن تغير الانتكاسات الأخيرة التي لحقت بقوات الأسد من موقف موسكو. سيطرت المعارضة المسلحة في سوريا على مدينة جسر الشغور الشهر الماضي وعلى مدينة حلب في الشهر السابق وكلتاهما بمحافظة إدلب.