قرارات إغلاق صارمة في أوروبا بسبب سلالة كورونا الجديدة.. ومناعة القطيع تحمي مصر

مع ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا، اتخذت عدة بلدان أوروبية قرارات إغلاق صارمة كان أبرزها بريطانيا وهولندا وإيطاليا، حيث فرضت بريطانيا الحجر الصحى في لندن وجنوب شرق إنجلترا، لمواجهة تفشى السلالة المتطورة، تزامنًا مع أعياد الميلاد، كما حددت منظمة الصحة العالمية دول بريطانيا والدنمارك وهولندا كمحطات لانتشار السلالة الجديدة.

وأعلن وزير الصحة البريطانى مات هانكوك عن تجدد المخاوف بين البريطانيين جراء الخصائص الجديدة للسلالة التي بدأت جنوب بريطانيا وقد ينتج عنها تصاعد منحى الإصابات داخل بريطانيا. وأشارت النتائج الأولية من فحص السلالة البريطانية المتطورة التي ظهرت فى جنوب إنجلترا، إلى أن هذا الفيروس المتغير ينمو بشكل أسرع لكن لم يتم الوصول إلى دلائل علمية تؤكد أن السلالة الجديدة قد تؤدى الى مضاعفات خطيرة تختلف عن النسخ القديمة من الفيروس التاجى.

بدوره، أكد الدكتور عبد اللطيف المر، أستاذ الصحة العامة والطب الوقائى بجامعة الزقازيق، أن تعدد السلالات من الفيروس تطور طبيعى ولا داعى للقلق من هذا التغير في شكل السلالات، نظرًا لأنها تنتمى من عائلة واحدة للفيروس، موضحًا أن الفيروس يمر بتغير وتحور بشكل يومى، الذى يترتب عليها تغير خصائصه التي قد تكون أكثر شراسة أو أقل تأثيرًا وفقًا لحجم هذا التطور.

وأشار عبد اللطيف، في تصريحات صحفية، إلى أن الأزمة تكمن في حدوث تغير جينى للفيروس الذى قد يسفر عنه مخاطر كبيرة ومضاعفات شديدة، موضحًا أن ما يميز السلالة البريطانية أنها قد تكون أكثر انتشارًا عن النسخ القديمة الأخرى.

وفيما يتعلق عن تراجع منحى الوفيات في مصر من فيروس كورونا، وأرجع أستاذ الطب الوقائى، هذا الأمر إلى عدة عوامل أهمها انتشار مناعة القطيع أو ماتسمى المناعة الطبيعية التي تحدث عندما يصاب نحو 70% من المواطنين من المرض، أو عند تناول 50% منهم لقاح التطيعم، الأمر الذى يؤدى إلى اكتساب الأفراد مناعة من المرض وتؤدى إلى تراجع مؤشر الإصابات وبالتالي تراجع الوفيات.

وحول طرق الوقاية من السلالة المتطورة، أكد أهمية ممارسة الرياضة لمدة 40 دقيقة يوميًا، واتباع نظام غذائي صحى يشمل الخضراوات والفاكهة التي تحتوى على مضادات الأكسدة، فضلاً عن الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعى. في حين أكد الدكتور أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس، أن ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا يعنى تحور الفيروس التاجى، إلى نسخة جديدة والتي قد تؤثر في معدلات الانتشار للمرض، وهذا ما حدث في إنجلترا مؤخرًا، موضحًا أنه مازال هناك دراسات لتكشف مدى خطورة السلالة البريطانية على شدة الإصابة أو مدى تأثيرها على فاعلية اللقاحات.

وأشار رئيس قسم المناعة بجامعة عين شمس، إلى أن عملية التحور الفيروسى تحدث عند تكرار استنساخ الصورة التقليدية للفيروس، والذى يؤثر في منحى الإصابات والوفيات وفقًا لخصائص السلالة المتطورة. وحول خطورة انتقال الفيروس إلى الحيوانات، أوضح أن انتقال الفيروس إلى الحيوانات يشير إلى تغير خصائصه التي ساهمت في نفاذه إلى أجسام الحيوانات بسهولة، الأمر الذى قد يؤدى الى تحور الفيروس لسلالات تختلف خصائصها عن السلالة الراهنة.