دأب الدكتور خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، على إطلاق تصريحات مثيرة للجدل، في الأونة الأخيرة، كان أخرها تلك التي تحدث فيها عن أن مصر قد تكون تخطت مرحلة الذروة، فيما يخص معدلات الإصابة بفيروس كورونا، وفي طريقها إلى الانخفاض، دون أي يقدم أي دليل علمي يدعم ما قاله، سوى لقب منصبه الأخير: «والبحث العلمي». في بداية شهر يونيو الفائت، قال عبد الغفار، خلال مقطع فيديو بثه موقع وزارة التعليم العالي، إن هناك 117 ألف إصابة بكورونا في مصر، وفقا لدراسة افتراضية، في حين كانت تشير أرقام وزارة الصحة حينها إلى وجود أكثر من 23 ألف إصابة، وهو ما خلق حالة من الجدل، استخدمها البعض ذريعة للتشكيك في حكومة الدكتور مدبولي، واتهام وزارة الصحة بالكذب على المواطنين وإخفاء أرقام الإصابات الحقيقية.
وقبلها بأيام قليلة أطلق وزير التعليم العالي واحدا من تصريحاته المثيرة، بعد أن قال إنه «من الممكن أن نتوقع من اليوم (28/5) أن العدد الأقصى للحالات التي من الممكن أن تصل إليها مصر 40 ألف حالة، وبعد ذلك سيتم تسجيل صفر حالات، ونعلن أن مصر أثناء الجائحة قد أصيب بها 40 ألف حالة حد أقصى أو إجمالي»، بينما الرقم المعلن من جانب وزارة الصحة يوم الجمعة 3 يونيو، هو أكثر من 72 ألف حالة.
ولكن، وزير التعليم العالي، لم يترك الأمر هكذا وفقط، بل كشف بنفسه عن منهجه الذي يعتمد عليه في تصريحاته وتضارب أرقامه مع أرقام زميتله في الحكومة، وزيرة الصحة، بعدما قال إن التوقعات التي تؤكد أن الحالات أكبر من المعلن، تأتي ضمن الاستعدادات الصحية والعمل على السيناريوهات الصعبة. «وهو أمر طبيعي في رصد الأوبئة، فالافتراضيات تسعى لوضع السيناريو الأكبر وهو لا يعني أننا نسجل الأرقام الأكبر»، يضيف عبد الغفار.
ويبدو أن خالد عبد الغفار، قد أعجبته حالة الجدل تلك التي تخلقها تصريحاته المثيرة عن فيروس كورونا، فراح يتحدث عن أن مصر تخطت حالة الذروة وفي طريقها إلى انخفاض أعداد المصابين بفيروس كورونا، ولا نعلم هل منهج الوزير هذه المرة يعتمد على السيناريوهات السيئة أم السيناريوهات المرعبة، إذ قد تدفع تلك التصريحات الكثير من المصريين بالاستهانة بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وانتظار ميعاد رحيل الفيروس اللعين.
ربما تصادف أن توافق بعض الأرقام التي توقعها وزير التعليم العالي، أرقام وزارة الصحة المعلنة، لكن في الأغلب فإن تصريحات «عبد الغفار» حسنة المظهر، والشيك، لا تقدم سوى المزيد من الجدل والإثارة، حيث يسكن نشطاء «السبوبة» يلتقطون كل شيء يخرج من الحكومة وأعضاء الحكومة، لتوظيفه في المعارك الإعلامية ضد الدولة المصرية، وخلق حالة من عدم الثقة والشك، بين المواطنين وحكومتهم.
