رغم أن انسحاب الجيش الليبي من قاعدة الوطية هو انسحاب تكتيكي وإعادة تمركز للقوات، إلى أن جماعة الإخوان صدقت أنه انتصار وباتت تصدح به في كافة قنواتها الإرهابية. والأكثر من ذلك أن حكومة الوفاق حصلت على مباركات من الخارج من أردوغان وورئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، والذي سارع بالاتصال برئيس حكومة طرابلس ل"تهئنته" على سيطرة الميلشيات المدعومة تركيأ وبمرتزقة سوريين، على قاعدة الوطية الجوية.
وفي اتصال هاتفي، قال زعيم الإخوان في تونس للسراج إن تونس تتأثر مباشرة بكل ما يحدث في ليبيا، ويهمها عودة الأمن والاستقرار للدولة الجارة.
وفي الوقت ذاته، يتفاقم السخط الشعبي، إزاء تحركات رئيس حركة النهضة ودعم الميليشيات الإرهابية في ليبيا، حيث تزايدت المطالبات البرلمانية والشعبية في تونس لمساءلة راشد الغنوشي عن تحركاته واتصالاته الغامضة والمخالفة وللقوانين.
واليوم الأربعاء، قالت المحامية التونسية وفاء الحزامي الشاذلي، إننا سنطرد رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي وعصابته من حكم تونس.
وأضافت عبر صفحتها على فيسبوك، تعليقاً على تهنئة رئيس حركة النهضة الغنوشي، لحكومة الوفاق بالسيطرة على قاعدة الوطية: "الغنوشي المتحالف والداعم لحكم العصابات والإرهاب بطرابلس يهنئ فايز السراج بقاعدة الوطية، ونحن من تونس نقول لك جايك الموت يا تارك الصلاة وسنطردك أنت وعصابتك من حكم تونس".
وأشارت المحامية التونسية، إلى وجود مساعي تونسية لعزل الغنوشي من رئاسة البرلمان التونسي، مضيفة: "الشعب قرر الاعتصام ومحاصرة مجلس نوابك بداية من شهر يونيو، حتى يستعيد وطنه من تنظيم الإخوان السرطاني".
وتابعت أن الإخوان يخوضون معركتهم الأخيرة بطرابلس، وهي معركة "الكينونة"، لذلك سيفعلون المستحيل لإنقاذ ميليشياتهم وحكمهم هناك، فكيف لا وطرابلس هي بيت مالهم لتركيع الشعب التونسي والليبي.
وفي سلسلة من المنشورات، طالبت وفاء الشاذلي، السلطات التونسية بإفشال مخطط زعيم حركة النهضة التونسية، القيادي الإخواني راشد الغنوشي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتوريط البلاد في ليبيا، بما يخدم صالح الميليشيات.
وأبدى الحزب الدستوري الحر اعتراضه على اتصال أجراه الغنوشي مؤخراً بخالد المشري المعروف بانتمائه للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان في ليبيا والذي يشغل حاليا رئيس المجلس الأعلى للدولة.
وطالب الحزب بمساءلة الغنوشي عن أسباب هذه الاتصالات السرية التي لا تنشر على صفحة المجلس، بل يتم التضليل بشأنها.
وبعد أيام من جدل الاتصال الذي لم يعلق عليه الغنوشي أو أعضاء حركة النهضة، التي ينتمي إليها، في البرلمان، هبطت طائرة تركية في مطار جربة جرجيس بالجنوب. تضاربت معلومات الجهات الرسمية بشأنها فقالت بعض الجهات إنها محملة بالمساعدات وموجهة لليبيين، بينما قال البعض الآخر إنها مساعدات طبية لتونس.
وتعد تركيا هي العامل المشترك في العلاقة بين الغنوشي وحركته النهضة من جانب وإخوان ليبيا وميليشيات حكومة طرابلس من جانب آخر.
