يكشف سجل الإصابات المرتفع بفيروس كورونا المستجد في مصر عن حالة كبيرة من التهاون التي يتعامل بها بعض المصريين مع الوباء القاتل، حيث أكدت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد في بيانها اليوم أن 25% من حالات الوفاة جراء الإصابة ب "كوفيد 19" تأخرت فى الذهاب إلى المستشفى. ويعني هذا الحديث أن هناك قطاع كبير من المصريين عند شعورهم بأعراض فيروس كورونا، يرفض التوجه إلى المستشفى، في حين يستسهل البعض الأمر، ويكتفوا بالعزل المنزلي وتناول الأدوية دون استشارة الطبيب، ظنا منهم بأن هذه الإجراءات قد تكون كافية للتعافي.
وأعلنت وزارة الصحة المصرية أنه تم تسجيل 226 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًة إلى وفاة 21 حالة جديدة، مشيرة أن جميع الحالات المسجل إيجابيتها للفيروس بمستشفيات العزل والحجر الصحي تخضع للرعاية الطبية، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية.
ومنذ ما يقارب الأسبوع وتشهد مصر معدل إصابات ووفيات مرتفع نسبيا جراء فيروس كورونا، ما يعني أن هناك خلل ما في التعامل مع الوباء القاتل، فبينما كانت الأرقام الرسمية التي تعلنها وزارة الصحة يوميا لا تتخطى 200 إصابة و15 حالة وفاة، تزايدت هذه الأرقام لتتخطى هذا الكم من الإصابات والوفيات.
ولكن ما كشفته وزيرة الصحة اليوم عن أن نسبة الحالات التي تتوفى بالفيروس قبل التوجه إلى المستشفى لا تقل عن 25% يستوجب الوقوف عنده كثيرا، ويطرح الكثير من الأسئلة أبرزها... هل لا يزال بعض المصريين يتجاهلون خطورة الفيروس القاتل هل يتخوف المصريين من ما يعرف ب "عار كورونا".. هل هناك نقص في الوعي؟.
ويجتاح فيروس كورونا العالم منذ ما يقارب 5 أشهر، في انتظار الكشف عن لقاح يعالج المرض القاتل، في حين تكشف أرقام الضحايا المرتفة في عدد من دول العالم خطورة الفيروس الذي ينتشر بصورة هائلة عبر المخالطة بين الإنسان.
هناك ترجيحات من بعض الخبراء بأن تكون أسباب ارتفاع الإصابات والوفيات جراء فيروس كوورونا المستجد في مصر، هو خوف قطاع من المصريين بأن يلاحقهم العار إذا اكتشف المجتمع بأنه مصاب بفيروس كورونا، ولكن لا يتنبه هؤلاء بأن الخجل جراء الإصابة بكورونا، قد يعرضه هو وأسرته للموت.
الأسبوع قبل الماضي، حذرت صحيفة الإندبندنت البريطانية من خوف بعض المصريين من الكشف عن إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، مشيرة أن هذا الأمر قد يؤدي إلى انتشار أسرع للفيروس داخل مصر، مؤكدا التقرير البريطاني بأن كثير من المتعافين لن يقروا بإصابتهم بالمرض خشية نبذهم.
وأكدت الصحيفة أن خوف من المصابين بفيروس كورونا من ملاحقة المجتمع يضع على الحكومة المصرية مصاعب جديدة لإيصال رسالتها التوعوية للتصدي لفيروس كورونا.
في النهاية هناك نقص في الوعى لدى كثير من المصريين فيما يخص فيروس كورونا المستجد، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الإصابات والوفيات بهذا الشكل، وهو ما يضع على كل مواطن مسئولية كبيرة بأن يكون ملتزم بالإجراءات الاحترازية والوقائية التى تعلن عنها وزارة الصحة، من أجل حماية أسرته والمجتمع.