سلم 19 حزبا سياسيا تركيا أمس "الأربعاء" قوائم مرشحيهم للانتخابات البرلمانية المقرر لها 7 يونيو المقبل، لرئاسة المجلس الأعلى للانتخابات، وذلك بعد أن أجرى زعماء الأحزاب تغييرات كبيرة من خلال إبعاد وعدم إدراج العديد من الأسماء، حيث رشح حزب العدالة والتنمية الحاكم 175 اسما، وحزب الشعب الجمهوري 66، وحزب الحركة القومية 20، وحزب الشعوب الديمقراطية الكردي 15. قد يلفت النظر أن للمرأة دور كبير في الانتخابات القادمة، حيث رشحت الأحزاب الأربعة أسماء 510 نساء، مقارنة بترشيح 268 مرأة في الانتخابات البرلمانية الماضية في عام 2011. قام حزب العدالة والتنمية بإبعاد 180 اسما عن قائمة الترشح، منهم 70 شخصية كبيرة وعلى رأسهم نائبي رئيس الوزراء بولنت آرينتش وعلي باباجان، ونائب رئيس الحزب محمد شاهين في ضوء اللائحة الداخلية للحزب التي تسمح بالترشح لثلاث دورات برلمانية فقط، فيما تم ترشح 99 امرأة، منهم 42 محجبة، كما ترشح رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو عن مدينة قونية بمنطقة وسط الأناضول. أغلب الأسماء المرشحة مقربة لرئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان الذي صادق على قائمة المرشحين عن الحزب الحاكم، ومنهم وزير الداخلية أفكان آلا، ووزير التعليم نابي أوجي، ومستشاره مجاهد آرصلان، ومحاميه على أوزكايا، وناجي آغبل، أحد مقربيه، إضافة إلى نائب رئيس الوزراء يالتشن آكدوغان، ومستشاره السابق أمرالله إيشلر، ووزير الشباب والرياضة جاغتاي كليج، فضلا عن ترشح صهره برات آلبيرق، الذي تزوج من إسراء أردوغان في عام 2004 رغم أن رئاسة الحزب قد اتخذت قرارا بعدم ترشح الأقرباء. أما بالنسبة لحزب الشعب الجمهوري، فقد استبعد زعيم الحزب الكمالي المعارض كمال كليجدار أوغلو 66 شخصية مهمة من قوائم الترشح عن حزبه، وعلى رأسهم نائب رئيس الحزب فاروق لو أوغلو، وكولدان مومجو، نائبة رئيس البرلمان عن الحزب المعارض، إضافة إلى النائبين البارزين قمر كنج وأوموت أورال. وقد رشح كليجدار أوغلو نفسه عن مدينة إزمير بغربي تركيا، إضافة لترشيحه 91 محاميا، و62 مهندسا، 7 صحفيين، و43 طبيبا، و104 امرأة، و10 شباب دون عمر 30 عاما، و3 معوقين، و2 أرمينيين، و1 من الغجر، و3 أسماء من الشخصيات العلوية المهمة. وفيما يتعلق بحزب الحركة القومية، رشح زعيم الحزب دولت بهتشلي نفسه عن مدينة "عثمانية" بجنوبي تركيا وصادق على ترشح 53 امرأة، فضلا عن ترشح البرفيسور أكمل الدين إحسان أوغلو، منافس أردوغان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، إلى جانب ترشيح محافظ البنك المركزي السابق دورموش آصلان، ونجل البرفيسور خبر آل، الذي اعتقل على خلفية قضية آرغنكون، ولاعب كرة القدم السابق للمنتخب الوطني التركي صفت سانجاق أوغلو. وبالنسبة لحزب الشعوب الديمقراطية الكردي، رشح الرئيس المشارك للحزب صلاح الدين دميرطاش نفسه عن مدينة إسطنبول، وقد حقق الحزب الكردي رقما قياسيا في عملية ترشيح النساء بعد ترشح 270 امرأة من مجموع 543 مرشحا، فيما استبعد الحزب الكردي 15 شخصية مهمة ورشح نائب حزب العدالة والتنمية السابق محمد دنغير فرات عن مدينة مرسين بجنوبي تركيا بعد استقالته من الحزب الحاكم الذي شارك في تأسيسه، كما تم أيضا ترشح ديلك أوجلان، ابنة شقيق الزعيم الكردي الانفصالي السجين عبد الله أوجلان. أما بالنسبة لأحزاب أقصى اليمين، فقد عقد حزبا السعادة والوحدة الكبرى، وهما حزبان محافظان ذا توجه إسلامي متشدد، تحالفا سياسيا ولذلك قدم الحزبان قائمة مرشحيهم المشتركة لرئاسة المجلس الأعلى للانتخابات لوضعها في حيز العمل. ومن المقرر أن يشارك 53.765 مليون ناخب تركى، منهم 2.876 مليون ناخب بالخارج، في الانتخابات البرلمانية المزمع إجراؤها في 7 يونيو 2015، فيما سيبدأ الناخبون الأتراك في الخارج وعند البوابات الحدودية في التصويت في الثامن من مايو المقبل، قبل شهر من تاريخ الانتخابات التشريعية داخل البلاد.