ارتفعت نبرة التهديدات بين قبرصوتركيا، بعد تلويح الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، بإمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي فى حال حاولت تركيا استخدام سفينة خاصة بها، لأغراض الحفر في المنطقة الاقتصادية الخالصة لقبرص. ونقلت وكالة الأنباء القبرصية عن نيكوس، قوله، أنه في حال حدوث ذلك، فإن الحكومة ستستنفد كل الوسائل الدبلوماسية والسياسية المتاحة لها. وحول محادثات السلام التي تقودها الأممالمتحدة، قال الرئيس أنستاسياديس، إنه لم يتم استئناف المفاوضات بسبب المطالب التي قدمها الجانب التركي، مضيفا أن القيادة القبرصية التركية تخضع للسيطرة التامة لتركيا وأن الطريق المسدود الذي وصلت إليه مفاوضات يوليو الماضي، يرجع إلى مواقف أنقرة غير المقبولة.
كان الرئيس القبرصي، أعرب عبّر في وقت سابق عن رضاه إزاء تأييد الاتحاد الأوروبي لبلاده في مواجهة الأفعال التركية العدائية وغير القانونية. ولجأت نيوقوسيا لتصعيد وتيرة التهديات، بعد فشل مساعي الرئيس القبرصي، في وقت سابق، لحل المشكلة القبرصية، وما تتضمنه من تحسين العلاقات مع تركيا، فضلا على أنه سيساهم في آفاق انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وفي موارد الطاقة الخاصة بها. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية، برودروموس برودروم، تعليقا على لقاء القمة الأوروبية التركية، الذي أقيم في مدينة فارنا البلغارية، «إن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي لابد أن تكون مبنية على أسس واضحة يفرضها المجلس الأوروبي». وأضاف برودروم في حديث أجراه مع وكالة الأنباء القبرصية، قوله «لن يتم التهاون مع سعي تركيا الرامي لخلق أزمة مفتعلة، ومحاولة فرض نظام الأمر الواقع في البحر المتوسط، في مواجهة الجمهورية القبرصية.
وفيما يتعلق بالمشكلة القبرصية، قال الرئيس نيكوس، أعربنا عن استعدادنا التام وتصميمنا على الدخول في حوار بناء مع القبارصة الأتراك، فضلا عن مناقشة مبدئية مع تركيا لضمان التوصل إلى حل من شأنه أن يضمن الاستقلال التام والسيادة لجمهورية قبرص. وأشار إلى أن حل المشكلة القبرصية سوف يساهم في إقامة علاقات ممتازة مع تركيا، ويساعد في الوقت نفسه في مسار انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، وآفاقه فيما يتعلق بموارد الطاقة. ونقلت وكالة أنباء قبرص عن الرئيس نيكوس، قوله خلال كلمة القاها في حفل استقبال بمقر إقامة السفير اليوناني، إن نضال اليونانيين ضد تركيا ألهم الانتفاضة القبرصية ضد الحكم الاستعماري البريطاني، وهو ما ينير طريق بلاده في الجهود لإيجاد حل لتقسيم الجزيرة.
ومن ناحيته، قال السفير اليوناني إلياس فوتوبولوس، إن قبرص واليونان تتعاونان في معالجة استفزازات تركيا في المياه قبالة قبرص وفي بحر إيجه. وأضاف أن البلدين سيواصلان العمل من أجل التوصل إلى حل عادل وقابل للتطبيق وعملي لمشكلة قبرص، حل يضمن الأمن والرفاهية والعدالة وحماية حقوق الإنسان لجميع الناس، وحل ينظر من خلاله إلى قبرص على أنها أنه دولة طبيعية وذات سيادة.